ينتظر السعوديون بفارغ الصبر شهر شباط (فبراير) من كل عام لإطلاق مهرجان «الجنادرية» وما يحمله معه من فقرات وفعاليات متنوعة، خصوصاً «الأوبريت» الغنائية التي درج على المشاركة فيها كبار النجوم، ولا سيما نجوم الخليج العربي. إلا أن الظروف السياسية والأمنية في المنطقة، حرمتهم منها ست مرات خلال سبعة مواسم منذ العام 2011، أي أن جمهور المهرجان لم يشاهد سوى «أوبريت يتيمة» عام 2014. ومن سوء حظ السعوديين أن موعد افتتاح المهرجان تزامن مرات عدة، مع حدث مؤلم داخلياً أو إقليمياً أدّى إلى إلغاء «الأوبريت» الافتتاحية للمهرجان الذي تتنوع فعالياته بين أمسيات شعرية وغنائية، ورقصات فولكلورية وشعبية، وبرامج ثقافية وندوات، تستقطب آلاف الزوار من داخل المملكة وخارجها. وقبل يومين أعلن نائب وزير الحرس الوطني، نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان عبدالمحسن التويجري في مؤتمر صحافي، غياب «الأوبريت» عن النسخة ال31 للمهرجان (2017)، قائلاً: «إن إلغاءها هذا العام يأتي تقديراً لإخواننا المرابطين على الحد الجنوبي للمملكة». وكان الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمر عام 2011 بإلغاء «أوبريت» المهرجان في نسخته ال26، بسبب الأزمة السورية التي أدت إلى مقتل وتشرد آلاف المدنيين. أما إلغاء «أوبريت» النسخة 27 في العام 2012، فجاءت تنفيذاً للأوامر الملكية في التضامن مع «الأشقاء اليمنيين والسوريين والليبيين بسبب الأوضاع التي يمرون بها». بعدها أجلت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان «الأوبريت» لموسم عام 2013، تنفيذاً لأوامر الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، بعد وفاة نائب رئيس الحرس الوطني السعودي السابق الأمير بدر بن عبدالعزيز. وفي عام 2015، لم يتضمن برنامج «الجنادرية» أوبريته الغنائي، كما كان مقرراً، بحضور عدد من الشعراء والفنانين السعوديين والعرب وضيوف الشرف، وذلك حداداً على وفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وعادت «الأوبريت» إلى التأجيل عام 2016، بأمر من القيادة السعودية، نظراً إلى الأوضاع السياسية والظروف التي تمر بها بعض الدول العربية. ويحظى المهرجان الذي تشرف عليه وزارة الحرس الوطني، بحضور لافت من داخل وخارج المملكة، ويشمل العديد من الأنشطة والفعاليات، أبرزها سباق الهجن السنوي الكبير، و«الأوبريتات الغنائية»، التي يشارك كوكبة من الفنانين والشعراء السعوديين والخليجيين والعرب، إلى جانب العروض المسرحية والرقصات الشعبية والفولكلورية، أبرزها رقصة «العرضة النجدية» التي تعتبر من أهم جوانب التراث السعودي. وتستهوي السوق الشعبية كثيراً من زوار المهرجان، والذي تشارك فيه إمارات المناطق كافة ودول خليجية، إذ يحوي 300 حرفة يدوية أصيلة، مثل، الخراز، وصانع المشالح، والمسابح، والعصايب، والأختام، والأمهار، ويقدمها 250 عارضاً. ... و«كوكب الأرض» يتيمة المواسم السبعة «الأوبريت اليتيمة»، التي تابعها السعوديون خلال سبعة مواسم، مضت لمهرجان الجنادرية، كانت عام 2014، وكان عنوانها «كوكب الأرض» من كلمات الشاعر عبدالله أبوراس وألحان ناصر الصالح وإشراف ماجد المهندس. وتضمنت «الأوبريت»، التي غنى فيها النجوم «فنان العرب» محمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وماجد المهندس، 12 لوحة غنائية استعراضية من تنفيذ مجموعة «أم بي سي» بمدة 45 دقيقة.