بعد «جيمي» في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ضربت «بيرلا» لبنان منذ مساء الخميس الماضي وبلغت ذروتها ظهر أول من أمس، مصطحبة معها ثلوجاً وأمطاراً غزيرة مترافقة مع رؤية سيئة ورياح عاتية. وانعكس حال الطقس البارد والتدني في درجات الحرارة على القطاع التربوي حيث أعلن وزير التربية مروان حمادة عن إقفال المدارس والمعاهد والجامعات التي تفتح أبوابها أمس. فيما تسببت العاصفة بأضرار كبيرة في المزروعات والمحاصيل بعدما غمرت مياه الأمطار أراضي زراعية وأتلفتها. وقطعت الكهرباء عن العديد من المناطق بسبب الأعطال والتقنين على حد سواء. وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان عن «تعطل محول في محطة يونيسكو الرئيسية، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض التغذية الكهربائية إلى النصف في المناطق التي تتغذى حصراً بواسطة هذا المحول، ومنها قسم من بيروت الإدارية وذلك لغاية الانتهاء من تصليح العطل». وحطت «بيرلا» رحالها في يومها الأخير أمس بقوة، فقطعت معظم الطرق الجبلية والداخلية بفعل تراكم الثلوج التي لامست مستويات منخفضة وتكوّنت طبقات من الجليد، فيما يتوقع أن تنحسر عن الحوض الشرقي للمتوسط بدءاً من مساء أمس مع استمرار الكتل الهوائية الباردة وفق مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني. وتساقطت الأمطار على الساحل خلال اليومين الماضيين بغزارة وسط انخفاض كبير في درجات الحرارة، وانهمرت الثلوج على المرتفعات اعتباراً من 600 متر في بلدات بشري اهدن زغرتا والبترون، وصولاً حتى بلدات الضنية وقرى عكار، حيث تسببت العاصفة بسقوط شجرة كبيرة على غرفة في سهل عكار، تسكنها إحدى العائلات السورية النازحة، ما تسبب بمقتل الطفلة سلام عارف الفاعوري (5 أشهر)، وتشريد العائلة. ونقلت جرافات وزارة الأشغال العامة واتحادات البلديات والبلديات التي عملت على فتح الطرق في بلدة فنيدق عدداً من المرضى، المحاصرة بيوتهم في الثلوج، إلى الطريق العام، ثم بواسطة الصليب الأحمر إلى المستشفيات. وتساقطت الثلوج بغزارة مسجلة سماكة 70 سنتيمتراً في بعض البلدات. أما في سهل عكار فرفعت الأمطار الغزيرة من منسوب مياه أنهر الكبير والأسطوان وعرقة والبارد. وفاضت مياه النهر الكبير لتقتحم الأراضي والممتلكات. وارتسمت ملامح البياض مع بلوغ العاصفة الثلجية الذروة في المناطق الجنوبية التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر. وتسببت العاصفة بارتفاع منسوب المياه عند نهر الزهراني في منطقة حبوش وعند نهر الليطاني في منطقة الخردلي. وسيطرت رياح شديدة البرودة على منطقتي النبطية وإقليم التفاح تسببت باقتلاع أشجار في كفرجوز وتطاير اللوحات الإعلانية على الطرق، فيما عملت جرافات الدفاع المدني التابعة لمركز النبطية على فتح الطرق. ولامس الضباب الكثيف المرتفعات في المنطقة، وصعوداً عزل تراكم الثلوج بلدات حاصبيا وشبعا وكفرشوبا وعين عطا وشويا. وفي مدينة صيدا، سيطر منخفض جوي شديد البرودة ترافق مع رياح نشطة وأمطار غزيره حيناً وخفيفة حيناً آخر وتسببت سرعة الرياح بكسر شجرة كينا كبيرة محاذية لدار السلام في منطقة شرحبيل. وفي صور تشكلت مستنقعات في الشوارع وتوقفت حركة الملاحة في المرفأ بسبب ارتفاع الأمواج . وانقطع التيار الكهربائي عن معظم قرى وبلدات القضاء. ولم يسلم القطاع الزراعي الذي يشهد أدنى أسعار له من العاصفة، حيث تضررت بساتين الحمضيات والموز. وفي البقاع، حطت العاصفة رحالها حاملة الثلوج التي قطعت طريق ضهر البيدر أمام مئات السيارات. وتمكنت عناصر من الدفاع المدني من إنقاذ عائلة من داخل سيارة رباعية الدفع إثر انزلاقها على جسر النملية - ضهر البيدر بسبب تكون طبقات من الجليد. وأدى انخفاض درجات الحرارة والرياح القوية الى تشكل طبقات من الجليد خصوصاً في القرى الجبلية، كما تجمدت المياه وانقطعت عن المنازل. وفي عرسال، لامست سماكة الثلوج نصف المتر حيث أقفلت الطرق الداخلية اضافة الى الطريق الدولية وتعمل البلديات بالمعدات المتاحة على فتح الطرق.