ثمن مجلس الشورى خلال جلسته أمس النداء الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الشعب العراقي ودعا فيه الرئيس العراقي جلال طالباني، وجميع الأحزاب العراقية التي شاركت في الانتخابات، والفعاليات السياسية، إلى عقد اجتماع في مدينة الرياض بعد الحج، تحت مظلة الجامعة العربية، للسعي إلى حل لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة التي طال الأخذ والرد فيها. ورأى المجلس في بيان أصدره عقب الجلسة إن النداء «بادرة خيرة تضاف إلى مبادراته التي تنطلق من حرصه الدؤوب على مصالح الأمة العربية التي تسكن وجدانه ويحمل همومها ويعمل على حلها». وعد المجلس هذا النداء بأنه لا يصدر إلا من إنسان غيور على أمته حريص على عزتها وتضامنها، والشواهد على ذلك كثيرة يسجلها التاريخ منها على سبيل الذكر لا الحصر فلسطين ولبنان والصومال، إلى جانب مبادراته في حل الخلافات العربية – العربية. وسجل المجلس تقديره الجم لما تضمنه النداء من عبارات تبعث الأمل في إيجاد مخرج للأزمة الحالية في العراق، وتبث الحماسة في الغيورين من أبناء الشعب العراقي على وحدته، وعزته، وأمنه، وازدهاره، للنهوض بمسؤولياتهم والتضحية، من أجل عراق مستقر آمن». من جانبه، كشف نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى وعضو المجلس عامر اللويحق ل«الحياة»: «ان نداء خادم الحرمين الشريفين للشعب العراقي والمسؤولين في هذا البلد الصديق تنم عن وطنية عربية أصيلة في قلب الملك وفي وجدانه العربي المسلم وهو يهدف إلى رأب الصدع ودرء الفتن ومعاونة الأصدقاء في أي بلد مجاور أو غير ذلك». وأضاف اللويحق: «خادم الحرمين دائماً ما يرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجنب الشعب العراق مزالق الانهيار والانحدار إلى ما لا تحمد عقباه». من جهته، قال عضو المجلس خليفة الدوسري ل «الحياة» «لقد عودنا الملك على مبادراته الخيرة تجاه العالم الإسلامي والعربي ولم الشمل وتضميد جراح الأمة لما فيه الخير». من جهة ثانية، قال عضو مجلس الشورى حمد بن عبدالله القاضي: «إن النداء القوي والغيور الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية إلى شعب العراق وكافة فعالياته، يجسد استشعار الملك عبدالله بوصفه زعيماً عربياً مسلماً خطورة الأوضاع في العراق، وقناعته أن أي تأخير في اختيار الحكومة العراقية إنما المتضرر الأول منه هو الشعب العراقي الشقيق». وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء السعودية قائلاً: «إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو المعايش لهموم أمته والمتألم لما ينالها - لم يكن نداؤه عاطفياً فقط، بل وضع له - حفظه الله - آلية التنفيذ العاجل وهي دعوته للزعماء العراقيين للحضور إلى عاصمة العرب للقاء والحوار والتسامح وإغلاق ملف هذه الأزمة». وأوضح أن مبادرة الملك عبدالله تأطرت بتغليب الأمل على الألم والتفاؤل على التشاؤم وبما عهد عنه من عدم الركون والاستسلام لأجواء اليأس، وقد عُرف بذلك، فقد نجحت مبادرته في تصفية الخلافات العربية في قمة الكويت عندما دعا القيادات العربية إلى نبذ الخلافات، ومثل جمعه القيادات الفلسطينية بجوار البيت الحرام. وقال القاضي: «لقد رأى الملك عبدالله أن جمع القيادات العراقية هو أسلم طريق للوفاق بعد أن طال التجاذب بين أحزاب العراق وطالت معاناة الشعب العراقي من هذا التجاذب السياسي الذي لا طائل من ورائه إلا زيادة تلك المعاناة وتأخير تشكيل الحكومة». واختتم عضو مجلس الشورى تصريحه قائلاً: «إن الملك عبدالله يثبت في كل وقفة له على المستوى المحلي أو العربي أو الإسلامي أو العالمي أنه رجل المواقف في الوقت المناسب، وأنه الزعيم الذي لا هدف له إلا الخير والسلام لوطنه وأمته والإنسانية جميعاً». ووصف مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان مبادرة خادم الحرمين بأنها نداء حكمة، وقال: «جسد نداء الحكمة الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى القادة العراقيين معاني الشجاعة والوعي والإنسانية، إذ تقدم الملك بخطوة راسخة نحو بلد شقيق ليهيئ أرضاً لاجتماع زعمائه لتأسيس دعائم الإصلاح لبلد عانى شعبه الكثير». وأضاف: «جاء خادم الحرمين الشريفين بحكمته وإدراكه الواعي لحساسية القضية وتبعاتها الآنية والمستقبلية متفرداً بهذا الموقف الإصلاحي المشرِّف، وفي التوقيت المناسب، ليعزز الدور الريادي للقيادة السعودية، لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة العربية». وأكد أن النداء يجسد حرص الملك المفدى الدائم على الإصلاح والمصالحة، والمبادرة نحوها في كل حال، وقال: «يحس دائماً بهموم إخوانه في الدول الشقيقة، ويقف معهم بإخلاص ومحبة لا وقوف المتعاطف فحسب، بل وقوف الشجاع الحكيم الداعم».