شن عناصر من «داعش» هجوماً معاكساً على القوات العراقية، بعدما تسللوا إلى شرق الموصل عبر نهر دجلة، فيما واصلت قوات التحالف الدولي غاراتها على معقل التنظيم في الجانب الأيمن. وكان قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله أعلن أن حصيلة مئة يوم من المعارك أسفرت عن تحرير «87 حياً، و403 قرى»، وأن «الجيش يستعد لاقتحام الجانب الأيمن خلال الأيام القليلة المقبلة». وأفاد مصدر أمني بأن الجيش تعرض فجر اليوم (أمس) لهجوم من عناصر داعش تسللوا من الضفة الغربية لدجلة إلى الشرقية، حيث قوات مكافحة الإرهاب، قبل أن يتواروا عن الأنظار، في أول مؤشر إلى صعوبات سيواجهها الجيش خلال العملية المرتقبة لاقتحام الجانب الغربي، حيث يتحصن التنظيم لخوض معركة «البقاء أو الموت». وأكد أن»إقدام التنظيم على التسلل بالزوارق إلى حيي الفرقان (البعث سابقاً) والضباط القريب ليهاجم قطعات جهاز مكافحة الإرهاب مؤشر إلى الصعوبات المقبلة»، وأشار إلى أن «طائرات التحالف الدولي ساهمت في إفشال الهجوم». في حين ذكرت مصادر أخرى أن» داعش تكبد خسائر كبيرة خلال الهجوم». وأكد شهود أن «داعش ما زال يقصف بعض المناطق المحررة بالهاون، وقد سقطت قذيفتان في منطقة الأرامل، قرب حي الجزائر ما أدى إلى قتل 4 مدنيين من أسرة واحدة». وشيد التنظيم في الجانب الأيمن، على امتداد الضفة الغربية للنهر تحصينات، وجدراناً إسمنتية، خصوصاً عند مداخل الجسور، ونشر المئات من مسلحيه ووحدات من القناصة فوق أسطح المباني، لمواجهة الجيش الذي يتوقع أن يطلق خلال الأيام المقبلة هجوماً للسيطرة على ما تبقى من المدينة، في معركة رجح المراقبون أن تكون الأعنف. وحض قائد «الشرطة الاتحادية» شاكر جودت الأهالي على «التعاون مع القوات الأمنية لتسهيل عملية تحرير مناطقهم والتبليغ عن مقرات وتجمعات داعش، كما فعل إخوانكم في الجانب الأيسر». وفي تطور لافت، نشر «داعش» شريط فيديو يصور أحدث عملية انتحارية نفذها طفل في الرابعة عشرة، وكان «يبتسم خلال صعوده إلى العربة، فيما كانت إحدى طائرات التنظيم المسيرة الصغيرة تحلق لرصد لحظة تنفيذ العملية بدقة». من جهة أخرى، أفادت خلية «الإعلام الحربي» في بيان بأن «العشرات من عناصر داعش قتلوا خلال هجوم شنوه على قوات الحشد الشعبي في ناحية القيروان، غرب الموصل،»، وأوضحت أن «40 إرهابياً قتلوا كما تم تدمير مقرين رئيسين للتنظيم و3 عجلات». وتابعت أن «مديرية الأمن عثرت على كمية كبيرة من المتفجرات من مادة سي 4 الشديدة الانفجار في أحد المنازل في حي المثنى، وتم القبض على قياديين من كبار قادة داعش في الحي الزراعي». وواصلت طائرات التحالف غاراتها لإضعاف قدرات التنظيم، واستهدفت أمس «تجمعات لعناصره في الجانب الأيمن قرب الجسر الرابع، فضلا ًعن إغارتها على مطار الموصل الواقع تحت سيطرة التنظيم في الجهة الجنوبية»، وأكد بيان لوزارة الدفاع أن «طيران الجيش شن غارات مركزة استطاع من خلالها تدمير معمل لتفخيخ السيارات وقنابل الهاون».