بدأت القوات العراقية قصف أهداف ل «داعش» في الجانب الأيمن للموصل، بالتزامن مع غارات تشنها طائرات التحالف الدولي. وأكد مسؤولون عراقيون وأميركيون أن خطة اقتحام هذا الجانب قد أنجزت وستنفذ «قريباً». وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن مساء أول من أمس «تحرير الجانب الأيسر للموصل في شكل كامل»، في أعقاب سيطرة الجيش على آخر معاقل التنظيم شمال المدينة من الجهة الشرقية لدجلة. وبعد ساعات على الإعلان، شنت قوات «جهاز مكافحة الإرهاب» أمس «حملة قصف مدفعي مكثف استهدف خطوط دفاع التنظيم الأمامية المطلة على ضفة النهر الغربية، في منطقتي الحاوي ومشيرفة في أقصى شمال الجانب الأيمن، فيما واصلت طائرات التحالف القصف لتدمير قدرات العدو»، وفق ما أفاد مصدر أمني. وقال قائد حملة تحرير الموصل الفريق الركن عبد الأمير يارالله أن «القوات المشتركة تعد العدة لاقتحام الجانب الأيمن، وستنضم إليها وحدات إضافية لإسنادها خلال الأيام القليلة المقبلة». وصرح الناطق باسم التحالف جون دوريان إلى شبكة «روداو» الكردية أمس بأن «خطط استعادة الجانب الأيمن جاهزة، لكن موعد بدء المعركة تحدده الحكومة العراقية»، وأشار إلى «صعوبة التكهن بوتيرة سير العملية لكننا واثقون في النتائج، ونحن سنواصل قصف مواقع التنظيم واستهداف مصادر تمويله». من جهة أخرى، أعلن مصدر أمني أن «القوات في الجانب الشرقي تطهر ما تبقى من الجيوب وتبحث عن مشتبه بهم تحسباً لوجود خلايا نائمة قد تشن هجمات مباغتة لعرقلة مسار المعركة». وستكون أمام التشكيلات والملاكات الهندسية في القوات العراقية، بدعم من الجيش الأميركي، مهمة صعبة في نصب جسور عائمة ومتحركة لعبور دجلة نحو ضفته الغربية بعد أن كانت طائرات التحالف دمرتها جزئياً في وقت سابق، قبل أن يفجرها «داعش». وتتباين توقعات القادة العسكريين العراقيين ونظرائهم في التحالف الدولي حول الصعوبات والمدة المتوقعة للسيطرة على الجانب الأيمن وفيه أحياء قديمة متداخلة ومئات آلاف المدنيين، ويرجح بعض المحللين أن تتقدم القوات بوتيرة أسرع من المراحل السابقة، إثر تراجع قدرات «داعش» الدفاعية وإضعاف بنيته العسكرية، وتكيف القوات المهاجمة مع أساليبه القتالية. وقال الناطق باسم «الحشد الشعبي» النائب أحمد الأسدي، خلال مؤتمر صحافي أمس أن «الانتصار في الجانب الأيسر سهل عملية استعادة الجانب الأيمن والمنطقة الممتدة منه في اتجاه تلعفر»، وأضاف: «سنشترك في العملية وفي أكثر من محور، ونحن في انتظار صدور أمر القائد العام للقوات المسلحة، وسيكون النصر سريعاً نتيجة استنزاف داعش وقتل العشرات من قيادييه». وأعلن «الإعلام الحربي» التابع للحشد: «إسقاط طائرة مسيرة للتنظيم في منطقة حجف جنوب بلدة تل عبطة، غرب الموصل»، مشيراً إلى أن «اللواء 14 صد هجوماً للعصابات قرب البلدة وقتل عشرات الإرهابيين». وأكدت القيادة المركزية لعمليات «المنطقة الوسطى» في الجيش الأميركي أن «قوات التحالف الدولي، دعمت الجيش العراقي، منذ بدء الحملة لتحرير الموصل، وشنت 558 غارة جوية على أهداف للتنظيم، أسفرت عن تدمير نحو 150 مصفحة، و61 مبنى، فضلاً عن تدمير 140 نفقاً، وأكثر من 400 مركبة».