انضمت ستة فصائل سورية معارضة على الأقل الخميس إلى «حركة أحرار الشام الإسلامية»، في وقت تشهد مناطق عدة في شمال سورية معارك غير مسبوقة بين الفصائل و «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً). وبدأت منذ الثلثاء، وبالتزامن مع انتهاء محادثات آستانة حول سورية التي شاركت فيها فصائل معارضة، اشتباكات عنيفة على محاور عدة في محافظة إدلب (شمال غرب) وريف حلب (شمال) الغربي. وأعلنت «حركة أحرار الشام»، التي تعد أبرز الفصائل المعارضة في سورية، في بيان الخميس «شهدت ثورتنا المباركة خلال الساعات الماضية سلسلة من الاعتداءات التي كادت أن تنزلق بالثورة إلى هاوية الاحتراب الشامل». ومن هذا المنطلق أضافت الحركة أنها «تقبل انضمام إخوانها في ألوية صقور الشام وجيش الإسلام - قطاع إدلب وكتائب ثوار الشام والجبهة الشامية - قطاع حلب الغربي وجيش المجاهدين وتجمع فاستقم كما أمرت وغيرهم من الكتائب والسرايا». وأكدت الحركة «أي اعتداء على أحد أبناء الحركة المنضمين لها أو مقراتها هو بمثابة إعلان قتال لن تتوانى حركة أحرار الشام في التصدي له وإيقافه مهما تطلب من قوة». واندلعت الاشتباكات الثلثاء بهجوم ل «جبهة فتح الشام» ضد معسكر لفصيل «جيش المجاهدين»، ما أسفر عن معارك توسعت لاحقاً لتشمل فصائل إسلامية معارضة أخرى، بينها «حركة أحرار الشام» و «الجبهة الشامية» و «صقور الشام». ولطالما قاتلت تلك الفصائل وغيرها جنباً إلى جنب مع «جبهة فتح الشام»، ودخلت في تحالفات معها أبرزها تحالف «جيش الفتح» الذي يسيطر على كامل محافظة إدلب منذ ربيع 2016. وربط مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن المعارك الأخيرة ب «معلومات لدى جبهة فتح الشام أن هناك فصائل على الأرض تبلغ التحالف الدولي بقيادة واشنطن بتحركات مقاتليها وقيادييها على الأرض». وتعرضت «جبهة فتح الشام» منذ بداية الشهر الجاري لقصف جوي عنيف نفذ الجزء الأكبر منه التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وأسفر عن مقتل أكثر من 130 عنصراً، بينهم قياديون، وفق حصيلة للمرصد. واتهمت «جبهة فتح الشام» من جهتها الفصائل المعارضة التي شاركت في محادثات آستانة «بتمرير ذلك المؤتمر الذي نص بيانه (...) على اتفاق مشترك لقتال جبهة فتح الشام وعزلها». ورفض مدير العلاقات الخارجية السياسية ل «أحرار الشام» لبيب النحاس اتهام الفصائل ب «التواطؤ». وقال في تغريدة على موقع «تويتر» أمس: «الفصائل الثورية التي تتهمها فتح الشام بالعمالة والردة وتبغى عليها هي من دافعت عنها في المحافل الدولية واللقاءات المغلقة». وكانت «حركة أحرار الشام»، أوردت رفض عزل جبهة فتح الشام كأحد أسباب عدم مشاركتها في محادثات آستانة بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة التي استمرت يومين واختتمت الثلثاء. وتطرق البيان الختامي للدول الثلاثة الراعية لمحادثات آستانة، تركيا وروسيا وإيران، إلى ضرورة الفصل بين الفصائل المعارضة وعناصر «جبهة فتح الشام», أما النحاس فاعتبر أن «جبهة فتح الشام أمام مفترق طرق: إما أن تنضم بشكل نهائي للثورة أو تكون داعش جديدة».