استمر التوتر بين «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) وفصائل إسلامية و «معتدلة» في ريفي إدلب وحلب وسط دخول «حركة أحرار الشام الإسلامية»، أكبر فصيل مسلح، على الخط للسعي إلى «وضع حد للاقتتال» بين الفصائل التي كانت متحالفة سوية إلى وقت قريب وفرض «هدنة» بينها. ودعا «أبو عمار العمر» قائد «أحرار الشام» في تسجيل صوتي إلى «النفير العام لكافة قطاعات وكتائب الحركة، للتدخل ووقف الاقتتال الحاصل بين الفصائل». وقال، بحسب شبكة «شام» المعارضة: «قطعت الحركة عهداً على نفسها منذ تأسيسها أن تقاتل النظام (السوري)، وأن تدافع عن الشعب الأبي وأن تدافع عن الثورة السورية بكل ما أوتيت من قوة، وعلى هذا قضى قادتنا الأوائل». وأضاف: «ما تمر به الساحة من لحظات عصيبة يحتم علينا أن نكون أهلاً لحفظ هذه الأمانة الملقاة على عاتقنا، ويحتم علينا حفظ الثورة ومكتسباتها، وعليه لن نسمح لكائن من كان أن يعبث بجهادنا وأن يأخذ به إلى الهاوية، لذلك أدعوا الجميع قادة القطاعات والألوية والكتائب إلى النفير العام مباشرة وأن يكونوا على استعداد للتحرك في أية لحظة، وما يهمنا إيقاف الاقتتال الحاصل بأي شكل من الأشكال». وأشار العمر في التسجيل إلى أن الحركة «لن تسمح باستمرار طرف ببغيه على طرف آخر، وأن واجبهم نصرة إخوانهم ظالمين أو مظلومين»، لافتاً إلى رفض الحركة «تكرار القرارات الخاطئة المنفصلة عن الواقع التي تقوم على أساس تخوين واستئصال لفصائل التي جرت المرات الماضية». و «أحرار الشام» تتحالف مع «فتح الشام» ضمن «جيش الفتح» الذي يسيطر على إدلب منذ ربيع 2015. و «أحرار الشام» رفضت المشاركة في مفاوضات آستانة التي رمت إلى وقف النار واستثناء «فتح الشام» و «داعش». من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «التوتر في جبهات الاقتتال بين كبرى الفصائل العاملة في ريفي إدلب وحلب وعلى الحدود الإدارية بين المحافظتين، لا يزال سائداً مع هدوء من حيث الاشتباكات على جبهات الاقتتال، في محاولة لأطراف وسيطة التوصل لحل يوقف الاقتتال بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة أخرى، بعد تمكن الفصائل من طرد فتح الشام من مقراتها في قرى وبلدات بجبل الزاوية ومعرة النعمان ومناطق أخرى في ريف إدلب، إضافة لتمكن فتح الشام من السيطرة على عندان وكفر حمرة وخان العسل وحريتان وكفرناها وأورم الكبرى بالأرياف الغربية والشمالية الغربية والشمالية لحلب». وخلفت الاشتباكات بين «جبهة فتح الشام» من جهة و «ألوية صقور الشام» و «حركة أحرار الشام الإسلامية» و «جيش المجاهدين» و «الجبهة الشامية» وفصائل أخرى متحالفة معها عن مصرع ما لا يقل عن 7 من مقاتلي فتح الشام بينهم قائد محلي وسقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الجانبين، إضافة إلى استشهاد وإصابة 5 مدنيين معظمهم من الأطفال والمواطنات جراء الاشتباكات والقصف المتبادل بينهما، في حين جرت عشرات الاعتقالات وعمليات الأسر بين الطرفين»، بحسب «المرصد». وقال مسؤولان من «الجيش السوري الحر» إن «جبهة فتح الشام انتزعت مناطق يسيطر عليها جيش المجاهدين التابع للجيش السوري الحر في شمال غربي سورية وسحقته فعلياً». وكانت الجبهة شنت هجوماً رئيسياً أول من أمس على فصائل من «الجيش السوري الحر» في شمال غربي البلاد، ومنها جماعة «جيش المجاهدين» التي قال المسؤولان إنها أبيدت. والفصائل التي هاجمتها «فتح الشام» كان لها ممثلون في مفاوضات آستانة. وتشكل «جيش المجاهدين» بداية 2014، عبر اتحاد كل من «كتائب نور الدين الزنكي»، و «لواء الأنصار»، و «تجمع فاستقم كما أمرت»، و «لواء الحرية الإسلامي»، و «لواء أمجاد الإسلام»، و «لواء أنصار الخلافة»، و «حركة النور الإسلامية»، و «لواء جند الحرمين»، وفصائل أخرى»، لمحاربة تنظيم «داعش» في كل من حلب وإدلب ومناطق سورية أخرى. وطرد تحالف ضم «جيش المجاهدين» تنظيم «داعش» قبل ثلاث سنوات من حلب واللاذقية وإدلب وريف حماة الشمالي ومدينة حلب وأجزاء أخرى من محافظة حلب. وقال «المرصد» إن «القوة الأمنية في جيش الفتح العامل في إدلب» الذي يضم معظم الفصائل المتناحرة في هذا الاقتتال، أصدرت بياناً أكدت خلاله تجنيب مناطق جيش الفتح من الاقتتال الداخلي الحاصل بين الفصائل، ومنع مرور أي رتل لأي فصيل إلى مناطق جيش الفتح، وعلى جميع الحواجز الموجودة في مناطق جيش الفتح رفع الجاهزية والاستنفار الكامل للتصدي لأي أمر طارئ»، حيث جرى مهر الورقة بأختام مندوبي فتح الشام وصقور الشام ولواء الحق وفيلق الشام وأجناد الشام وجيش السنة وأحرار الشام، وسط استغراب من المواطنين من هذا التناقض، حيث أن الفصائل الموقعة على البيان هي نفسها الفصائل التي تتناحر في ريفي إدلب وحلب». وكان «المرصد» أفاد بأن الاشتباكات «تصاعدت وتيرتها بين حركة أحرار الشام الإسلامية وألوية صقور الشام وفصائل أخرى متحالفة معها من جهة، وجبهة فتح الشام من جهة أخرى». وتأتي هذه الاشتباكات التي تشعبت في العديد من المناطق بريف إدلب وريف حلب الغربي والحدود الإدارية بين المحافظتين، بعد 3 سنوات من عملية عسكرية مشابهة جرت ضد تنظيم «داعش» من قبل اتحاد فصائل تشكل في مطلع عام 2014. وأكدت مصادر وقتذاك أن «أحرار الشام وصقور الشام هاجمتا مدينة معرة النعمان وتمكنت من طرد جبهة فتح الشام من مقراتها في المدينة الواقعة في القطاع الجنوبي لريف إدلب، فيما دارت اشتباكات بين الجانبين في محيط المدينة حيث توجد المقرات الأهم لفتح الشام، كما دارت اشتباكات في منطقة الحامدية القريبة من المعرة، ومعلومات مؤكدة عن مصرع عناصر من الطرفين في الاشتباكات هذه، فيما دارت اشتباكات بين صقور الشام وفتح الشام في مرعيان وإحسم، وتمكنت صقور الشام من السيطرة على القريتين قضى خلالها مقاتل من جبهة فتح الشام. أيضاً دارت اشتباكات في جبل الزاوية بين أحرار الشام وصقور الشام من جهة، وفتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة أخرى في جبل الزاوية في محاولة لطرد الأخير من جبل الزاوية في القطاع الجنوبي من إدلب».