هاجمت «جبهة فتح الشام» المتشددة «جيش المجاهدين» وهو أحد فصائل «الجيش السوري الحر» في هجوم يهدد بتوجيه ضربة قوية للجناح المعتدل من المعارضة السورية وعرقلة محادثات السلام التي تدعمها روسيا. وشنت «جبهة فتح الشام» التي كانت تعرف من قبل باسم «جبهة النصرة» هجوماً على عدد من فصائل «الجيش السوري الحر» في شمال غربي سورية أمس (الثلثاء) واتهمتها بالتآمر ضد الجبهة في محادثات السلام التي أجريت في كازاخستان هذا الأسبوع. وشمل القتال آخر معقل رئيس للمعارضين في شمال غربي سورية ما دفع فصيلاً إسلامياً رئيساً اليوم إلى التحذير من أنه قد يترك المنطقة للرئيس بشار الأسد وحلفائه. وقال مسؤولون من فصيلين من «الجيش السوري الحر» إن «جبهة فتح الشام» اجتاحت مناطق يسيطر عليها «جيش المجاهدين» غرب حلب. وقال أحد المسؤولين إنه يتوقع أن تواجه فصائل أخرى من «الجيش السوري الحر» المصير نفسه ما لم تنظم صفوفها بشكل أفضل للدفاع عن نفسها وهو ما فشلت فيه هذه الفصائل حتى الآن. وتعثرت المعارضة السورية واضطرت إلى الخروج من المدينة بسبب انقسامات بين الجماعات التي تقاتل الأسد شملت خلافاً فكرياً في شأن ما إذا كان يتعين أتباع نهج المتطرفين أم الفكر القومي الذي تؤيده فصائل «الجيش السوري الحر». وقال مسؤول من «الجيش الحر» طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، إن «النصرة تريد القضاء على الجيش السوري الحر». وأضاف أنها إذا نجحت في ذلك «سينتهي أمر الذين حضروا (محادثات) آستانة». ودعمت روسيا وإيران وهما حليفان رئيسان للأسد هذه المحادثات وكذلك تركيا التي دعمت العديد من فصائل «الجيش السوري الحر». ودعت روسيا إلى إجراء المحادثات الجديدة بعد مساعدة الأسد في هزيمة المعارضين في حلب الشهر الماضي. *«أحرار الشام» توجه نداء إلى المتقاتلين وكانت «جبهة فتح الشام» وهي جناح تنظيم «القاعدة» في الحرب السورية أعلنت قطع ارتباطها بالتنظيم العام الماضي. واستبعدت الجبهة التي ينظر إليها على مستوى العالم باعتبارها منظمة إرهابية من جميع الجهود الديبلوماسية لإنهاء الصراع الدائر في سورية بما في ذلك هدنة توسطت فيها روسياوتركيا. ومنذ بداية العام الجديد استهدفت «فتح الشام» بموجة من الضربات الجوية. وشمل ذلك هجوم بقاذفة من «طراز بي-52» قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها قتلت أكثر من 100 من مقاتلي «القاعدة». وقالت «جبهة فتح الشام» في بيان نشر أمس، إنها أجبرت على اتخاذ إجراء استباقي من أجل «وأد مؤامرات» تحاك ضدها. وقالت إن المؤتمرات والمفاوضات تحاول «تغيير مسار الثورة باتجاه المصالحة مع النظام المجرم». واتهمت الجبهة الفصائل المعارضة التي حضرت محادثات آستانة بالموافقة على «عزلها» وقتالها، وقالت إن أعداءها يسلمون مواقعها للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. و«فتح الشام» واحدة من أقوى الفصائل في الأراضي التي ما زالت المعارضة تسيطر عليها في شمال غربي سورية بما في ذلك محافظة إدلب. وعلى رغم أنها كانت تحارب قوات الأسد في أغلب الأحيان إلا أن سجلها حافل كذلك بسحق فصائل من «الجيش السوري الحر» تتلقى دعماً من الخارج. ووجهت «حركة أحرار الشام» وهي فصيل إسلامي رئيس قاتل كذلك في منطقة إدلب نداء إلى المتقاتلين «لإيقاف الاقتتال الحاصل بأي شكل من الأشكال»، واتهمت «أحرار الشام» «جبهة فتح الشام» برفض جهود الوساطة التي قبلها «الجيش السوري الحر». ويعتقد على نطاق واسع أن «أحرار الشام»، وهي جماعة إسلامية محافظة، تتلقى دعماً من تركيا. وقال زعيم «أحرار الشام» أبو عمار العمر في رسالة صوتية رفعت على موقع «يوتيوب» اليوم: «إذا استمر القتال واستمر طرف في بغيه على طرف آخر فلن نسمح لهذا الأمر أن يتم مهما كلف الثمن ولو ذهبنا ضحية».