أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مساء أمس «تحرير الساحل الأيسر في الموصل (الجانب الشرقي) في شكل كامل». وكانت وزارة الدفاع حذفت من على موقعها الإلكتروني أول من أمس بياناً أعلنت فيه «تحرير» هذا الجانب، بعد مرور 100 يوم على انطلاق الحملة العسكرية، وأكدت أنها «في انتظار صدور إعلان رسمي من القيادة العامة للقوات المسلحة»، مضيفة أن الجيش ما زال يخوض معارك عنيفة في آخر معاقل التنظيم. وقال قائد القوات الخاصة عبدالأمير يارالله في بيان أمس إن «قوات اللواء 71 تمكنت من تحرير معمل الألبان وأحياء قرية بعويرة شريخان العليا وشريخان السفلى وبيسان في المحور الشمالي»، في وقت أفاد مصدر أمني بأن «الفرقة الآلية المدرعة التاسعة اقتحمت حيي الرشيدية وشريخان، آخر ما تبقى من الأحياء في قبضة داعش، وينتظر في الساعات المقبلة أن يتم إعلان تحرير الجانب الأيسر رسمياً»، وأكد يارالله أن «قوات الحشد الشعبي تتهيأ لدعم عملية تحرير الجانب الأيمن». إلى ذلك، قال القائد في قوات «جهاز مكافحة الإرهاب» الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أمس أن «الخطط العسكرية المتعلقة بمعركة الجانب الأيمن جاهزة، والقوات في انتظار صدور أمر من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي للانطلاق»، وزاد أن «هناك خطة معدة لتحرير أطراف نينوى كمنطقة البعاج وما حولها». وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية العقيد ليث النعيمي بأن «الاستعدادات لاقتحام الجانب الأيمن جارية ولا يتطلب الأمر سوى موافقة القيادة العليا»، وزاد أن «المعارك ستبدأ باقتحام معسكر الغزلاني ومطار الموصل الدولي من الجهة الجنوبية لأهميته الاستراتيجية». وتتزامن التطورات مع تحذيرات مسؤولين في منظمة الأممالمتحدة من «تعرض نحو 750 ألف مدني يعيشون حالياً في المناطق الغربية لأخطار شديدة»، وأعلنت وزارة الدفاع أمس أن «طائرات التحالف الدولي دمرت معامل لتفخيخ العجلات ومدفعاً ثقيلاً في حي المأمون ووادي عكاب وحي 17 تموز والبو سيف وحي الشفاء، في الجانب الأيمن، وتمكنت طائرات التحالف، بالتنسيق مع المديرية العامة للاستخبارات والأمن من تدمير معمل لصناعة العبوات الناسفة وآخر للتفخيخ ومقر خاص لعصابات داعش الإرهابية في مناطق حي القادسية وقرية الرحمة في قضاء تلعفر». وأفاد بيان ل «الحشد الشعبي» أمس بأن قواته «أطلقت حملة جديدة، بإسناد من الشرطة الاتحادية لتأمين طريق بغداد – الموصل، بعمق سبعة كيلومترات باتجاه المناطق المتاخمة لقرى الحاج علي، شمال وشمال غربي قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين»، مشيرة إلى أن «العملية تهدف إلى تطهير القرى الواقعة في محاذاة طريق بغداد- ناحية القيارة والمؤدي إلى الموصل، حيث كان الإرهابيون يستخدمونه للتسلل من مناطق الحضر والحويجة»، مبيناً أن «العملية انطلقت بمشاركة لواءين من قوات الحشد». وقال الناطق باسم هيئة «الحشد» أحمد الأسدي إن «قطعاتنا بعد ساعات من انطلاق العملية حررت قرى جابر هويدي وهندي وادمانة وفياض الثلج في محور تكريت - الموصل»، فيما ذكر مصدر أمني أن تلك القوات «نجحت في تأمين طريق بيجي-حديثة، وطريق بغداد- سامراء وطريق بيجي- حمام العليل، وستتمكن من تأمين طريق بغداد- الموصل». وإزاء الموقف من المشاركة في عملية اقتحام الجانب الأيمن للموصل، قال المشرف العام على «فرقة العباس القتالية»، أحد فصائل «الحشد»، ميثم الزيدي في بيان خلال اجتماعه مع رئيس الأركان الفريق الركن عثمان الغانمي: «بحثنا في استعدادات الفرقة للاشتراك في العملية المقبلة، وتناولنا مسألة التنسيق لبدء المعركة بأمرة الجيش». وكانت قوات «الحشد» علقت هجومها منذ أكثر من شهر بعد نجاحها في السيطرة على عشرات القرى في المحور الغربي وقطعت خط إمداد للتنظيم بين الموصل والحدود مع سورية، لتتوقف عند مشارف تعلفر، وسط اعتراضات من قوى سنية وتحذيرات تركية من مغبة وتبعات دخولها القضاء، وسط مخاوف من نشوب صراع طائفي. وفي الإطار، أعلنت وزارة الداخلية أنها «أعدت خطة موسعة لما بعد تحرير المناطق لإدارة الملف الأمني، على أن ترفع إلى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي».