أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الجيش بدأ «التحرك» (هجومه) في اتجاه غرب الموصل، بعد إحكام قبضته على نحو 95 في المئة من جانبها الشرقي، عقب سيطرته على معظم وسط المدينة وشمالها، وأكد الجيش أن «فوضى عارمة تدب في باقي الأحياء غير المحررة، وسط إطلاق نار عشوائي»، مؤكدأ أن «داعش» أعدم 22 شخصاً «صعقاً بالكهرباء». يأتي ذلك في وقت يستعد الجيش لمعركة الجزء الأيمن من المدينة ويمد جسوراً عائمة، بعدما تعرضت الجسور الخمسة للتدمير بفعل الضربات الجوية. وقال قائد المعركة الفريق عبد الأمير يارالله أمس أن «قوات مكافحة الإرهاب حررت حي المهندسين ووصلت إلى منطقة الغابات في الساحل الأيسر، كما حررت منطقتي النعمانية والعطشانة، وأصبحت على تماس مع المنطقة الأثرية، بعد أن حررت أمس أحياء الجزائر والدركزلية والزراعي وفرضت سيطرتها على الجامع الكبير بعد ساعات من استعادة منطقة نينوى الشرقية وسوق الأغنام ومنطقة باب شمس، وقبر النبي يونس والمناطق المجاورة، فضلاً عن منطقة بوابة نركال وبوابة الشمس التاريخيتين». ولفت إلى أن «قوات المحور الشمالي بدأت تحرير منشاة الكندي ومقر الفرقة الثانية السابقة»، مشيراً إلى أن «طيران الجيش أغار على وادي عكاب في الجانب الأيمن، ما أسفر عن تدمير بلدوزر، فضلاً عن غارة أخرى أسفرت عن تدمير معملين للتلغيم في قضاء تلكيف ومضافتين في قضاء تلعفر». وأفاد مصدر عسكري بأن «95 في المئة من مساحة الجانب الأيسر حررت بالفعل، على أن تتم السيطرة عليه في شكل كلي خلال أسبوع»، وما زال «داعش» يسيطر على خمسة أحياء ذات كثافة سكانية، وهي العربي والرشيدية والكبة وبيسان وبعويزة. وقال اللواء الركن معن السعدي: «لم يبق الكثير لتحرير الساحل الأيسر، هناك بضعة أحياء في المحور الشمالي». وأعلن مسؤولون عسكريون أميركيون وعراقيون أن وتيرة تقدم القوات تسارعت بفضل تحسن تكتيكات القتال والتنسيق بين الأفرع المختلفة للجيش. وقد أمنت وحدات الرد السريع في الشرطة الاتحادية معظم الضفة الشرقية لنهر دجلة. وقال الناطق باسم هذه الوحدات العقيد عبد الأمير المحمداوي أن «بعض مقاتلي داعش فروا بالقوارب عبر النهر أثناء تقدم الجيش، واتخذوا مدنيين دروعاً بشرية كي لا تطلق القوات النار عليهم». وأوضح أنهم «هربوا من الساحل الأيسر إلى الأيمن وأخذوا معهم نساء وأطفالاً». ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود محليين قولهم أنهم شاهدوا مسلحي التنظيم يطلقون النار على مدنيين في مناطق طردوا منها في محاولة لإبطاء تقدم القوات.