الناصرية - أ ف ب - أعلن الجيش الأميركي أمس، العثور على جثتين لشخصين يعملان مع وزارة الدّفاع الأميركية (البنتاغون)، تعود إحداهما لأميركي، في «المنطقة الخضراء» المحصنة وسط بغداد حيث أدى سقوط صاروخ الى مقتل مدني آخر يعمل مع الوزارة. وأوضح القومندان جوزيه لوبيز أحد الناطقين باسم القوات الأميركية أن «صاروخاً سقط في المنطقة الخضراء ليل الجمعة أسفر عن مقتل مدني يعمل مع وزارة الدفاع». لكن الناطق امتنع عن تأكيد ما إذا كان القتيل أميركياً، خصوصاً أن أجانب يعملون مع وزارة الدفاع. كما أعلن الجيش الاميركي العثور في «المنطقة الخضراء» على جثة «مواطن أميركي مدني يعمل مع وزارة الدفاع»، مشيراً الى عدم وجود تفاصيل اضافية، ولا سيما أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة ملابسات الحادث. ولم يحدد البيان الأميركي ما إذا كان المعني رجلاً أو امرأة، كما لم يذكر أنه قضى قتلاً. وقال مقداد جبريل الناطق باسم القوات الأميركية في العراق ل «الحياة» إن قيادة التحقيقات الجنائية التابعة للجيش ما زالت تحقق في القضية لمعرفة كيفية وصول جثة المدني الأميركي قرب السفارة والجهة المنفذة للجريمة، مشيراً الى أن هوية الضحية لن تُكشف قبل انتهاء التحقيق. وذكرت مطلعة في المنطقة الخضراء ل «الحياة» أن القوات الأميركية بدأت التحقيق مع عناصر نقاط التفتيش وحراس الأمن الذين كانوا موجودين في المكان ليلتي الخميس والجمعة الماضيين لمعرفة كيفية وصول جثة الجندي المذبوح بآلة حادة الى المكان المذكور. وكانت الشرطة العراقية أعلنت في بيان لها مقتل أميركي طعناً بآلة حادة، لافتة الى العثور على جثته معصوبة العينين ومقيدة اليدين قرب السفارة الأميركية في «المنطقة الخضراء». وأكد البيان أن القتيل وهو في العقد الخامس من عمره نُحر بآلة حادة وتعرض للطعن في أماكن متفرقة من جسده وعُثر على جثته ليل أول من أمس وقد عصبت عيناه وقيدت يداه خلف ظهره داخل سيارة. ويأتي هذا الحادث في وقت تبدأ فيه ازالة الحواجز الاسمنتية من بعض مداخل المنطقة التي تضم مقرات الحكومة وسفارات أجنبية. يذكر أن الجيش الأميركي سلم في الأول من كانون الثاني (يناير) الماضي السيادة في «المنطقة الخضراء» الى القوات العراقية. يشار الى أن مساحة هذه المنطقة تبلغ 14.5 كيلومتر مربع. وعلى الصعيد الأمني أيضاً، أعلن مسؤول عراقي سقوط صاروخين فجر أمس في احد المعابد الواقعة ضمن موقع مدينة أور الأثرية، ما أسفر عن وقوع أضرار جسيمة في السقف والجدران والغرف. وأوضح عبدالامير الحمداني مدير عام السياحة والآثار في محافظة ذي قار، وكبرى مدنها الناصرية (380 كلم جنوب بغداد)، ان «الصاروخ الاول اصاب معبد غيك باركو (150 مترا شرق الزقورة) وتسبب بأضرار في الجدران والسقف وغرف المعبد». يشار الى أن موقع أور يضم عشرات المعابد. وأضاف ان «الصاروخ الثاني سقط في موقع اثري جنوب الزقورة، واحدث حفرة عميقة قطرها عشرة امتار، ما ألحق اضرارا بالمواد الفخارية والاجر القديم». وكانت السلطات العراقية تسلمت منتصف الشهر الجاري موقع زقورة اور الاثري من الجيش الاميركي بعد ست سنوات على الاجتياح الاميركي للعراق في 2003. وتتمركز قوة من الشرطة العراقية في الموقع الاثري حالياً. ورجحت مصادر أمنية أن يكون القصف مستهدفاً قاعدة الامام علي الجوية القريبة لأن قوة أميركية لا تزال تتمركز هناك. وشكلت أور وزقورتها الاثرية مركزاً للحضارة السومرية التي سادت بين مطلع الألف الرابع قبل الميلاد حتى 2350 قبل الميلاد. وتشير النصوص الدينية الى أن النبي ابراهيم يتحدر من أور ويعرف الانجيل المكان باسم اور الكلدانيين. وتمتد المواقع الأثرية على مساحة ثمانية كيلومترات مربعة. وكانت الزقورة التي شيدت حوالي عام 2100 قبل الميلاد معبداً لاله القمر كما كانت منزلاً للنبي ابراهيم. وتقول مصادر تاريخية إن الكلدانيين والسومريين والاكاديين والبابليين سكنوا مدينة أور عاصمة المملكة السومرية خلال الألف الثالث والرابع قبل الميلاد. وتشير الى أن أور هجرها سكانها عام 500 قبل الميلاد بسبب تغيير طرأ على مجرى الفرات وانحرافه ثلاثة كيلومترات باتجاه الشرق. وموقع اور من اقدم مدن حضارات بلاد الرافدين، وحققت تطوراً في ميادين التشريعات والفنون والكتابة والعمل والمعرفة في الحقبة السومرية. وفي الموصل، ذكرت الشرطة العراقية أن عبوة مزروعة على الطريق استهدفت دورية للشرطة ما أسفر عن اصابة ثلاثة من عناصرها في وسط الموصل الواقعة على بعد 390 كيلومتراً شمال بغداد.