أبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط المسؤولين اللبنانيين خلال الزيارة التي قام بها لبيروت أمس، ولمدة ساعات على رأس وفد من الجامعة، أن «الجامعة تؤيد وتقف الى جانب لبنان، وتتحادث مع المجتمع الدولي والدول المانحة والمنظمات الدولية في كيفية مساعدة لبنان على تجاوز مشكلات اللاجئين». وكان المسؤول العربي زار رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أبلغه «أن لبنان يدعم كل ما من شأنه أن يحقق التضامن بين الدول العربية»، معتبراً «أن الجامعة على رغم الهوان الذي أصابها نتيجة الحروب والانقسامات، يجب العمل للحفاظ عليها لأنها العنصر الجامع الوحيد للدول العربية». وأمل بأن «تتمكن القمة العربية المقبلة في الأردن من معالجة القضايا ولبنان سيساهم في أي جهد عربي في هذا الاتجاه». ووجه أبو الغيط دعوة الى عون لإلقاء كلمة أمام رؤساء البعثات العربية في الجامعة خلال زيارته مصر. وأوضح بعد اللقاء أن «الجامعة العربية تم تحييدها في الشأن السوري منذ سنوات طويلة وحلت محلها الأممالمتحدة. ونعلم أن النزاع حول سورية هو نزاع اقليمي بقدر ما هو دولي، واتفق مع هذه الرؤية. وآمل، عندما يستقر وقف إطلاق النار وتبدأ عملية سياسية للتسوية بأن تعود الجامعة لتلعب تأثيرها في إعادة سورية دولة إقليمية في الإطار العربي». وعن التوقعات من الرئيس الأميركي الجديد قال: «لا نعرف ماذا ينوي أن يفعله، سنتابع ونراقب، ويشغلنا كثيراً حديثه عن القدس، ونأمل بأن يأخذ حذره لأن الوضع قد تكون له عواقبه العميقة جداً اذا ما اتخذت خطوة غير مدروسة». وبعد لقاء أبو الغيط رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أكد المسؤول العربي أن اللقاء «كان مثمراً وإيجابياً للغاية، بحثنا في شؤون المنطقة والوضع الفلسطيني وناقشنا كيفية السعي سوية لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط، كما ناقشنا الوضع في لبنان. وعبرت عن رضانا الكامل عن الإيجابية لتطور الوضع اللبناني. وبحثنا قضايا اللاجئين وكيف يساهم المجتمع اللبناني في مواجهة ضغوط اللاجئين». وزار أبو الغيط رئيس الحكومة سعد الحريري في مقره، وتركز البحث على المستجدات في لبنان والمنطقة. واستكملت مواضيع البحث الى مأدبة غداء أقامها الحريري على شرف ضيفه. وقال أبو الغيط: «عقدنا لقاء مهماً، ومن الملاحظ أن الاستقرار عاد الى لبنان، وناقشنا موضوع الرئاسة الأميركية الجديدة وكيفية تعاملها مع العالم العربي وكيفية إعداد الموقف العربي لمواجهة أي تطورات في هذا الصدد، وناقشنا مسألة احتمالات نقل السفارة الأميركية الى القدس وعبر كلانا عن الرفض من ناحية، وخطورة هذا الإجراء اذا ما تحقق من ناحية أخرى». وكان عون التقى وفداً من «لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني» برئاسة حسن منيمنة، سلمه وثيقة هي حصيلة عمل اللجنة على مدى سنتين تتضمن «رؤية لبنانية موحدة لقضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان». وأكد عون «ان قضية فلسطين يجب أن تبقى حية للوصول إلى سلام عادل وشامل ودائم في منطقة الشرق الاوسط»، مشدداً على «أن الدولة ملتزمة حماية الفلسطينيين في لبنان ومنع استعمال المخيمات لاي أعمال ارهابية تسيء إلى الاستقرار».