يعاني كثير من الحلاقين في مختلف أصقاع المعمورة من تهميش نسبي طاولهم، الأمر الذي يتسبب قسراً في ظهور ممارسات سلبية تطاولهم، إلا أن أعين الرقيب ستلحظ كل ممارسات الحلاقين العاملين في موسم حج العام الحالي، وستئد جهات رقابية وصحية عدة كل الممارسات السلبية على صعيد المشاعر المقدسة. وكشف المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور حسن البشري ل«الحياة» تخصيص برنامج قوي لتحسين وتصحيح الأوضاع الصحية للحلاقين الموجودين في موسم الحج، «يتمثل في إيجاد أماكن مخصصة لهم، وكشف دوري مستمر للعاملين فيها، والتأكد من وجودهم في أماكن معينة وتقليل الازدحام وتوعية الحجاج ب 15 لغة عن خطر استعمال الأمواس أكثر من مرة وضرورة تعقيمهما لمنع انتقال أمراض نقص المناعة (الإيدز) والتهاب الكبد الوبائي، والحمى النزفية». وقال الدكتور البشري: «كما تم إنشاء أول مركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية بمسمى مركز عدوى المستشفيات للتكفل بالقضاء على هاجس عدوى انتقال الأمراض من طريق المستشفيات. وستقوم منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة السعودية بدرس كل السلوكيات الخاصة بالحجاج التي تؤدي إلى ظهور وانتقال الأمراض الوبائية. فهم يأتون من دول وجنسيات وثقافات مختلفة وليسوا على درجة واحدة من العلم والوعي الصحي». وأفاد المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أن الدول الخارجية عليها دور كبير في توعية أفرادها القادمين لأداء مناسك الحج باللوائح والالتزام بالتعليمات الصحية والتطعيمات اللازمة. وكان أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار كشف ل «الحياة» تدشين أمانته حملة توعوية خاصة بمراقبة صوالين الحلاقة، «إذ تم التعميم المشدد على استخدام جميع العاملين في هذا المجال أدوات الحلاقة المخصصة لمرة واحدة فقط بهدف الحد من انتقال بعض الأمراض والجراثيم بين الحجاج». من جهتها، أكدت وزارة الصحة أن هذا الموسم بما فيه من تجمعات وحشود كبيرة يعد موسماً لانتشار الأوبئة و«الفايروسات»، الأمر الذي جعل الوزارة تجند الكثير من الفرق الطبية الميدانية للتعامل مع الحالات الطارئة أولاً بأول في المواقع التي يوجد بها الحجاج. وأشارت إلى أنها جندت نحو 19 ألف موظف لخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف خلال موسم الحج لهذا العام. وذكرت أنه تم استقطاب نحو 135 استشارياً عالمياً لتقديم خدماتهم في تخصصات نادرة تحتاج إليها الوزارة في موسم الحج (مثل طب الطوارئ والعناية المركزة). وأفادت أنه تمت تهيئة 21 مستشفى و 137مركز رعاية صحية أولية في أماكن متفرقة في المشاعر المقدسة والمدينة المنورة ومكة المكرمة، كما لفت إلى أن هناك تنسيقاً مع الجهات المعنية لتحديد تجمعات الحجاج والأماكن التي يشكلون فيها ازدحاماً للتصدي لأي سلبيات قد تنجم عنها.