باريس، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - دان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس، تهديدات زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن باستهداف فرنسا بهجمات. واعتبر كوشنير هذه التهديدات «غير مقبولة»، مؤكداً أن «مستوى اليقظة مرتفع جداً» في فرنسا. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية التحقق من صحة رسالة بن لادن التي بُثّت الأربعاء، فيما صرح وزير الدفاع الفرنسي ارفيه موران بأن بلاده قد تبدأ بسحب جنود من أفغانستان مطلع 2011، مشدداً على ان هذه الخطوة «لا علاقة لها إطلاقاً» بتهديدات بن لادن. وفي حديث الى وكالة «فرانس برس» وإذاعة فرنسا الدولية (ار اف اي)، قال كوشنير ان «التهديدات ليست جديدة»، ورأى ان بن لادن «برهن على انتهازية» بكلامه الذي طالب فرنسا بسحب قواتها من أفغانستان. وتابع الوزير: «لم نستغرب (التهديدات) وأبقينا مستوى اليقظة والاستعداد بكل ما يعنيه الحد الأقصى، وسنواصل تطبيق ذلك». في الوقت ذاته، أعلن موران أن فرنسا قد تبدأ بسحب جنود من أفغانستان مطلع 2011. وقال لإذاعة «ار تي ال» إن «هناك موعداً حدده حلف شمال الأطلسي في إطار الاستراتيجية الجديدة، انه مطلع 2011، وسننقل عندها سلسلة من المناطق (الى سيطرة الجيش الأفغاني). عندها قد تجرى التحركات الأخرى أو الانسحابات الأولى لقوات التحالف من أفغانستان». وأشار الى أن «الجدول الزمني الذي حدده (الرئيس الأميركي) باراك اوباما يقضي أصلاً بأن تغادر طليعة الجنود الأميركيين خلال 2011 وهذا ما تقوله دول أوروبية عدة». وذكر موران ان فرنسا موجودة في أفغانستان منذ 2001 و «بذلت جهوداً كبيرة في هذا البلد مع مقتل 50 فرنسياً»، معتبراً أن «تقدماً» تحقق على الأرض، خصوصاً تدريب قوات الأمن الأفغانية. الى ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي بريس اورتفو ان التهديدات التي أطلقها بن لادن ضد بلاده «جدية» وأن «التيقظ تام» في صفوف قوات الأمن. وزاد: «عملاً بالمعلومات التي لدينا، فإن هذه التصريحات لا تؤدي إلا الى تبرير إبقاء تحركنا في مواجهة الإرهاب»، مع خطة أمنية تبقى عند درجة «الأحمر»، وهي آخر درجة قبل مستوى الخطر الوشيك. في باكستان، أفاد أعيان أمس، بأن «طالبان» تتفاوض مع قبيلة في شمال غربي البلاد، للتوصل الى اتفاق سلام يمكن ان يسمح للمتشددين بالوصول الى مناطق استراتيجية نائية على الحدود الأفغانية. ويرجح ان يثير اتفاق محتمل بين «شبكة حقاني» وهي واحدة من أخطر فصائل «طالبان»، وقبيلة توري في منطقة كورام، قلق الولاياتالمتحدة التي تطالب باكستان بإجراءات صارمة ضد المتشددين الذين يقاتلون القوات الغربية في أفغانستان. وقال ساجد حسين وهو نائب يشارك في الاتصالات: «نجري محادثات لإنهاء العنف والقتال الذي أنهك سكان المنطقة». من جهة أخرى، اعلن مسؤولون في الاجهزة الباكستانية مقتل خمسة مسلحين بينهم ثلاثة عرب، في غارة شنتها أمس طائرة أميركية من دون طيار على معسكر للمتمردين، في المنطقة القبلية شمال غربي باكستان. وأشاروا الى ان الطائرة أطلقت صاروخين على معسكر للمتشددين في بلدة اسماعيل خيل الواقعة على بعد أربعين كيلومتراً غرب ميران شاه، عاصمة اقليم شمال وزيرستان المحاذي للحدود مع افغانستان. وتعد هذه المنطقة معقلاً لحركة «طالبان» وحلفائها في تنظيم «القاعدة».