لم يكن المنتخب الكاميروني يتوقع أن يصبح بحاجة للحذر في مباراته أمام منتخب غينيا بيساو في بطولة كأس الأمم الأفريقية ال31 بالغابون، لكن الحذر سيكون السلاح الرئيس الذي يحتاجه أسود الكاميرون في مباراتهم المرتقبة اليوم (الأربعاء)، بالجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بالبطولة. وانتهت مباراتا الجولة الأولى بهذه المجموعة بتعادل الكاميرون مع بوركينا فاسو، والغابون مع غينيا بيساو، بنتيجة واحدة (1-1)، ما يعني أن فرص المنتخبات الأربعة ما زالت متساوية، من الناحية النظرية. وسيكون المنتخب الكاميروني مطالباً بتوخي الحذر الشديد أمام منتخب غينيا بيساو الذي يخوض فعاليات البطولة الأفريقية للمرة الأولى في التاريخ، لكنه نجح في خطف نقطة التعادل من الغابوني بالمباراة الافتتاحية للبطولة. ويضاعف من حاجة المنتخب الكاميروني للحذر أن منافسه ليس لديه ما يخسره وإنما سيكون لديه العديد من المكاسب إذا خرج بأي نتيجة إيجابية من مباراته أمام الكاميرون. وعلى رغم غياب العديد من النجوم الأساسيين عن صفوف الكاميرون، وفي مقدمهم جويل ماتيب، الذي فضل البقاء مع ليفربول الإنكليزي، يظل منتخب الكاميرون هو المرشح الأقوى للفوز. ويخوض المنتخب الكاميروني مباراة اليوم بشعار «قليل من التفاؤل.. كثير من الحذر» في مواجهة منتخب غينيا بيساو الذي يستطيع تفجير المفاجآت. وتمثل المباراة بروفة جادة للأسود قبل مواجهة أصحاب الأرض، كما تمثل اختباراً جيداً للفريق، ومدى قدرته على الدخول في دائرة المنافسة على اللقب الأفريقي الذي أحرزه لآخر مرة في 2002. وعلى رغم الترشيحات القوية التي تصب في مصلحة الكاميرون، تبدو مباراة اليوم بمثابة «السهل الممتنع» بالنسبة للأسود في ظل فارق الإمكانات والخبرة لمصلحة الكاميرون، وطموح المنافس في تفجير المفاجأة. ويدرك أسود الكاميرون أن أي كبوة في مباراة اليوم تعني تضاؤل فرص الفريق بشكل هائل في العبور للدور الثاني، علماً بأن الفوز في المباراة لن يحسم التأهل للدور الثاني. وإلى جانب الحذر من المفاجآت، سيكون المنتخب الكاميروني في حاجة لتوخي الحذر أيضاً من أبرز السلبيات التي عانى منها في مباراته أمام بوركينا فاسو، وهي إهدار الفرص أمام مرمى المنافس. في المقابل، يتطلع منتخب غينيا بيساو لتفجير مفاجأة في مواجهة الأسود، ولا سيما أن نقطة التعادل مع أصحاب الأرض منحت الفريق ثقة كبيرة ستساعده بالتأكيد في مباراة اليوم. ولأن الفريق ليس لديه ما يخسره إذ يخوض البطولة للمرة الأولى، ينتظر أن يخوض المباراة بمعنويات عالية بحثاً عن أي مكسب حتى وإن كان تقديم عرض قوي بغض النظر عن النتيجة. وكونها المشاركة الأولى لغينيا بيساو في النهائيات، لم يسبق للفريقين أن التقيا في البطولة، لكنهما التقيا في 2012 ضمن تصفيات كأس أفريقيا 2013 وفاز المنتخب الكاميروني (1-0) ذهاباً وإياباً. من جانبه، يدرك منتخب الغابون مع سقوطه في فخ التعادل مع غينيا بيساو في المباراة الافتتاحية، أن صراع التأهل لربع نهائي بطولة كأس الأمم الأفريقية، سيستمر للثانية الأخيرة من مباراتي الجولة الثالثة. لكن المنتخب الغابوني (الفهود)، الذي تستضيف بلاده هذه النسخة من البطولة، يعي تماماً أن أي نتيجة سوى الفوز على منتخب بوركينا فاسو، اليوم (الأربعاء) ستضع فرص أصحاب الأرض في مهب الريح. وقد يخرج منتخب الغابون صفر اليدين من المنافسة على التأهل للدور الثاني إذا خسر مباراته اليوم أمام بوركينا فاسو، بخاصة أن مباراته الأخيرة بالمجموعة أمام الكاميرون، ستكون مواجهة محفوفة بالمخاطر. وسيخوض المنتخب الغابوني مباراة اليوم بشعار «أكون أو لا أكون»، ويدرك أنه لا مجال للتفريط في أي نقطة إذا أراد العبور للدور الثاني من البطولة الأفريقية للمرة الثانية فقط في تاريخ مشاركاته بالبطولة.