بدأت في العاصمة الفرنسية باريس أمس اجتماعات قادة تحالف «قوى نداء السودان» الذي يضم المعارضة بشقيها السياسي والمسلح، وسط معلومات عن انقسام في شأن اختيار رئيس للتحالف، وتحفظت قيادات معارضة على قرار زعيم حزب الأمة الصادق المهدي العودة إلى الخرطوم في 26 كانون الثاني (يناير) الجاري. ومنعت السلطات السودانية جميع قيادات المعارضة الذين كانوا في طريقهم إلى باريس من السفر، إذ أُوقف في مطار الخرطوم نائبا رئيس حزب الأمة محمد عبدالله ومريم الصادق المهدي، والأمين العام للحزب سارة نقد الله، وصادرت وثائق سفرهم. ومنعت السلطات جليلة خميس كوكو، عضو المجلس القيادي لقوى «نداء السودان» عن مبادرة المجتمع المدني من السفر. وكانت السلطات منعت قبل 3 أيام رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، ورئيس حزب التحالف الوطني كمال إسماعيل، ورئيس حزب البعث السوداني يحيى الحسين، من السفر للمشاركة في الاجتماع ذاته. وذكرت مصادر في تحالف المعارضة في الداخل الذي رفض المشاركة في لقاء باريس كمراقب، ل «الحياة» إن تحالف قوى «نداء السودان» سيواجه مصاعب في اختيار رئيس له وانقساماً بين فصائله، إذ يرغب الصادق المهدي في اعتباره أكبر تلك القوى برئاسة التنظيم، بينما ترى «الحركة الشعبية - الشمال» أن رئيسها مالك عقار أحق بالرئاسة، لأنها أكبر تنظيم عسكري. وكشفت المصادر ذاتها أن حركتي «العدل والمساواة» بزعامة جبريل إبراهيم و «تحرير السودان» برئاسة مني أركو مناوي تساندان اختيار المهدي لرئاسة التحالف. إلى ذلك أعلن ألتوم هجو، نائب رئيس «الجبهة الثورية - تيار جبريل إبراهيم»، عن ترحيبه بالقرارات الأميركية الأخيرة برفع الحظر الاقتصادي عن السودان. وقال: «نفرق جيداً بين معارضة النظام ومعارضة الوطن، كذلك نحذر النظام من استغلال القرارات في غير مقاصدها». وقلّل من أهمية مقاطعة تحالف قوى «الإجماع الوطني» المعارض، لاجتماع «قوى نداء السودان» في باريس. في شأن آخر، رأى رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أن زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار يقود حرباً حتى يصبح رئيساً للبلاد. وكشف أنه ينتظر دعوة من الرئيس عمر البشير لزيارة الخرطوم قريباً، بهدف تدشين صفحة جديدة من التعاون بعيدة من النزاعات والمشاكل والحروب. وأكد سلفاكير أن مشار لا يمكن له أن يعود نائباً أول للرئيس، لأن المنصب يشغله تعبان دينق، كما أن مشار لا يريد أن يكون نائباً للرئيس، وإنما يريد أن يكون هو الرئيس، وهذا هو السبب الذي يقف وراء القتال الذي يشنه. وأضاف أن مشار إذا أراد العودة إلى جنوب السودان عليه أن يعلن تخليه عن العنف، وألا يأتي للحرب، وعندما يحين موعد الانتخابات يمكنه الترشح والمشاركة في هذه الانتخابات إذا أراد أن يكون زعيماً أو قائداً. واعتبر سلفاكير التحذيرات الدولية من وقوع أعمال عنف وإبادة في البلاد، محض افتراضات وخيالات، موضحاً «أنهم يريدون حدوث إبادة جماعية في الجنوب، لكن ذلك لن يحدث». من جهة أخرى، قالت حكومة جوبا إنها لن تقبل بنشر قوة الحماية الإقليمية في أراضيها ما لم يصدر مجلس الأمن قراراً جديداً بحجة أن قراراً صدر في آب (أغسطس) الماضي انتهت صلاحيته.