تفقد نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبدالرحمن أمس، منطقة جبل مرة في ولاية وسط دارفور في زيارة نادرة، بعد المعارك الأخيرة التي أدت إلى استعادة الجيش مواقع استراتيجية كانت تسيطر عليها «حركة تحرير السودان» فصيل عبدالواحد نور. ودعا حسبو قادة الحركات المسلحة في المنطقة إلى العودة إلى كنف الدولة لأنه لا يوجد بديل للسلام إلا السلام، مؤكداً أن «دارفور تعافت الآن تماماً من الحرب». وقال حسبو خلال مخاطبته حشداً جماهيرياً في منطقة «جلدو» في ولاية وسط دارفور، إن الحوار «منهج وسلوك ضد الحرب والنزاع والاستعلاء». وأشار إلى أن دارفور دخلت مرحلة جديدة من السلام بعد أن تعافت من الحرب التي خلفت أرامل ويتامى، لافتاً إلى أن الحركات الدارفورية المسلحة التي تحمل السلاح لا تملك إرادة واحدة ولا مطالب متطابقة، حتى أصبحت أكثر من 71 حركة. إلى ذلك، نشّط الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني مبادرته لدعم عملية السلام في السودان، وأجرى مشاورات مع رئيس «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي وزعيم «حركة العدل والمساواة» جبريل إبراهيم. وتقود الحركتان تمرداً في دارفور ضد حكومة الخرطوم منذ 13 سنة. وأبلغ مناوي وجبريل موسيفيني بصعوبة جلوس الحركتين مع الطرف الحكومي في ظل اعتقال قادة الأحزاب والناشطين وأفراد منظمات المجتمع المدني لمجرد معارضتهم الإجراءات الاقتصادية الأخيرة. وأكد زعيما الحركتين لموسيفيني أن «السبيل إلى تفعيل العملية السلمية وتحقيق التسوية السياسية الشاملة هو التمسك بخريطة الطريق الأفريقية» الموقعة من الحكومة وتحالف قوى نداء السودان في آب (أغسطس) الماضي. وناشدا الرئيس الأوغندي التدخّل لدى الخرطوم للإفراج عن المعتقلين السياسيين، و «وعدهما الرئيس خيراً». من جهة أخرى، أطلقت السلطات السودانية 21 قيادياً من حزب المؤتمر السوداني المعارض وتحالف «قوى المستقبل للتغيير» و «الحزب الشيوعي» بعد اعتقال دام نحو شهرين، لكنها ما زالت تتحفظ على عشرات من بينهم رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير ونائبه خالد عمر، و3 من قادة تحالف قوى المعارضة. وأفاد بيان للناطق باسم الحزب محمد حسن عربي أن السلطات أطلقت سراح 16 قيادياً من أصل أكثر من 50 عضواً. وقال إنه تم الإفراج عن رموز الحزب بعد حملة اعتقالات شرسة «بغرض الحد من الحركة الجماهيرية للحزب وعمله مع المواطنين في مقاومة النظام». كما أعلن «تحالف قوى المستقبل للتغيير» إطلاق سلطات الأمن 4 من كوادره التابعين لحركة «الإصلاح الآن». وذكر بيان للتحالف أن «اعتقال المفرج عنهم استمر شهراً ونصف الشهر من دون السماح لأهلهم أو محاميهم بزيارتهم، ونطالب بالحريات والإفراج عن بقية المعتقلين من القوى السياسية الأخرى ووقف مصادرة الصحف». وقال مقربون من عائلة القيادي في الحزب الشيوعي مسعود الحسن، المعتقل، أنه أُفرج عنه وأبلغ محاموه «الحياة» أن قادة وناشطين معارضين آخرين ما زالوا معتقلين لدى جهاز الأمن والاستخبارات، من بينهم قادة تحالف المعارضة، صديق يوسف، ومحمد ضياء الدين، وطارق عبد المجيد، والمنذر أبو المعالي. في شأن آخر، دعا رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت مواطنيه إلى العمل من أجل السلام والمصالحة في البلاد خلال الاحتفالات بعيد الميلاد هذا العام. وأكد سلفاكير في رسالة إلى الشعب في مناسبة عيد الميلاد، التزام حكومته بالسلام والحوار الوطني الذي دعا إليه أخيراً. وأضاف: «يجب علينا العمل معاً من أجل السلام ليس لأن الله أمرنا بذلك، لكن لأننا نعلم جيداً في أعماق قلوبنا، أن سعادتنا والحياة الطيبة تعتمدان على ذلك».