فيما دافع مسؤول إيراني بارز عن حق الرئيس السوري بشار الأسد في الترشح مجدداً للانتخابات الرئاسية في بلاده، أكدت طهران عدم وجود أي اتفاق بينها وبين موسكو وأنقرة علي دعوة الجانب الأميركي إلى المشاركة في المفاوضات المقررة في آستانة الأسبوع المقبل من أجل مناقشة الأزمة السورية. وقال مصدر قريب من وزارة الخارجية الإيرانية أنه لم يتم أي توافق بين الدول الثلاث - تركيا وروسيا وإيران - علي دعوة الجانب الأميركي إلى المشاركة في اجتماع آستانة، في رده علي المعلومات التي تحدث عنها وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو في خصوص اتفاق هذه الدول على دعوة الجانب الأميركي الذي «لا يمكن الاستغناء» عن حضوره. وكُشف في واشنطن أيضاً أن الروس وجّهوا دعوة إلى إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب من أجل المشاركة في آستانة، علماً أن موعد هذه المفاوضات السورية - السورية هو الإثنين المقبل - 23 كانون الثاني (يناير) الجاري - أي بعد أيام فقط من تنصيب ترامب رئيساً خلفاً لباراك أوباما يوم الجمعة. إلي ذلك، تمسك أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني بما يُعرف ب «المشروع الإيراني» لإنهاء الأزمة السورية، والذي يشمل أربعة بنود هي وقف النار فوراً، تنفيذ اصلاحات، تبلور الحوار الداخلي، وإجراء انتخابات شاملة. وأشار شمخاني في حوار صحافي نُشر أمس في طهران إلي أن اتخاذ أي قرارات «نيابة» عن الشعب السوري يتعارض مع مبادئ الديموقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وبعدما شدد على أهمية الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به مدينة حلب، والتي سيطرت عليها الحكومة السورية بمساعدة جماعات محسوبة على إيران، اعتبر شمخاني أن الحرب التي تحصل اليوم في سورية «بدعم إقليمي»، كما قال، لا تختلف عن الحرب التي «فُرضت» على إيران لمدة ثماني سنوات، في إشارة إلى الحرب العراقية - الايرانية (1980 - 1988). ورأى أن الفوضى التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية كلّفت دولها كافة ثمناً باهظاً، بينما ضاعفت إسرائيل من «إنجازاتها»، موضحاً أن الدعم الذي قدمته إيران إلى سورية ورئيسها بشار الأسد يدخل في إطار «استراتيجيتها في الحفاظ علي المقاومة والتصدي للإرهاب، وستكون إيران إلى جانب سورية كلّما شعرت سورية بحاجة إلى ذلك». واعتبر أن الأسد يتمتع «بشعبية واسعة» في سورية، وأن الشعب السوري يعتبر أنه «استطاع الصمود» في الأزمة على رغم الضغوط السياسية والأمنية والاقتصادية عليه، مضيفاً: «إذا كان الغربيون يعتقدون أن الرئيس السوري لا يتمتع بشعبية، فلماذا يساورهم القلق من ترشّحه مرة أخرى لرئاسة الجمهورية؟». واعتبر أن مستقبل سورية سيتحدد من خلال تبلور الجهود السياسية وتفاهم الأطراف السورية كافة، داعياً إلي ضرورة سعي الأطراف كافة إلى «القضاء علي الإرهاب في آن واحد وقطع الدعم الأجنبي له».