انتقد رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني بشدة، تصريحات للرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن «وضع كل الخيارات بما فيها العسكرية علي الطاولة للتعاطي مع إيران علي خلفية برنامجها النووي». ودعا لاريجاني الأميركيين إلى «وضع خيارات الحرب في جيوبهم والعقل علي الطاولة». في غضون ذلك، أبلغت مصادر إيرانية «الحياة»، أن الجانب الغربي يريد ربط مصير المفاوضات النووية بملفات إقليمية، وتحديداً «السوري» و «جنيف 2 «. وأكدت المصادر أن طهران تلقت عرضاً من الجانب الغربي يؤكد تنفيذ اتفاق جنيف وإزالة العقوبات الاقتصادية، في مقابل المساهمة في حل الأزمة السورية والمشاركة في «جنيف 2 «علي قاعدة «مرحلة انتقالية من دون الرئيس بشار الأسد»، ما دعا كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي إلى التأكيد علي رغبة بلاده في عدم ربط المفاوضات النووية بأي من الملفات الأخري. وقالت المصادر إن تلويح أوباما ومسؤولين آخرين في إدارته، بالخيارات العسكرية، هو محاولة للضغط علي إيران التي تطمح إلى تسوية ملفها النووي وإزالة العقوبات الاقتصادية. وقال لاريجاني في تصريحات له في مدينة عبادان (جنوب البلاد) أمس، إن الشعب الإيراني وبقية الشعوب تسخر من هذه التصريحات، و «علي الأميركيين أن يضعوا هذه الخيارات في جيوبهم ويضعوا بدلاً من ذلك عقولهم علي الطاولة»، داعياً الإدارة الأميركية إلي الحكمة والتعقل لحل كل المشاكل العالقة بين الجانبين. وأشار لاريجاني إلى «تجارب فاشلة» للولايات المتحدة في العراقوأفغانستان، وقال إن الأميركيين «دخلوا أفغانستان عام 2001 لتنفيذ مهمتين: القضاء علي الإرهاب ومكافحة المخدرات، لكنهم فشلوا، وعلي العكس من ذلك ينتشر الإرهاب اليوم بشكل متزايد في المنطقة، وارتفع إنتاج المخدرات في أفغانستان من 200 طن إلي 8 آلاف طن»، متهماً السلوك الأميركي بأنه « كان سبباً في إشاعة الإرهاب في هذه المنطقة» . واعتبر لاريجاني أن المفاوضات مع الجانب الغربي لا تعني فتح الأبواب أمام المطالب غير المشروعة، وإنما «اعتقاداً منا أن الحوار يمكن أن يحل هذا الملف الذي تم تسييسه من قبل الحكومة الأميركية»، التي دعاها إلي «عدم سلوك الطرق الملتوية السابقة، لأننا نراقب هذا السلوك بمنتهى الدقة». وصعدت إيران لهجتها حيال المفاوضات التي تخوضها مع الدول الغربية في وقت ارتفع سعر صرف العملات الأجنبية بعد انخفاض رافق التوقيع علي اتفاق جنيف في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما يشير إلي صعوبات تواجه المفاوضات التي ستستأنف بعد عطلة رأس السنة. واعتبر لاريجاني أن «الأميركيين يخطئون إذا كانوا يعتقدون أن العقوبات الاقتصادية هي التي أجبرت إيران على الجلوس إلي طاولة المفاوضات»، لافتاً إلي أن الدول الغربية أخطأت في حساباتها عام 2003، إذ صمدت إيران في استكمال برنامجها النووي. ونفي أن تكون إيران مصرة علي المشاركة في اجتماع «جنيف 2» لحل الأزمة السورية، مشيراً إلي العوائق التي تضعها الإدارة الأميركية من أجل عدم مشاركة إيران في هذا الاجتماع، وقال: «إذا كنتم قادرين علي حل هذه الأزمة فافعلوا». وقال رئيس منظمة الطاقة النووية الإيراني علي أكبر صالحي، إن إيران ستبدأ خطوات متبادلة بالتزامن مع بدء الدول الغربية إزالة العقوبات الاقتصادية، واصفاً اتفاق جنيف ب «المناسب لكنه ليس مثالياً»، ورأى أن «التعاون والسلوك الإيجابي لإيران لا يصبان فقط في مصلحتها أو مصالح الطرف المقابل، بل يصبان أيضاً في مصالح المجتمع الدولي ومعاهدة حظر الانتشار النووي ذاتها». على صعيد آخر، طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني بتدريس مادة «حقوق المواطنة» في المدارس الإيرانية، مشيراً إلي رغبة الحكومة الإيرانية في تشريع قانون للمواطنة يستند إلي الحقوق التي نص عليها الدستور. وكانت الحكومة الإيرانية طرحت وثيقة «حقوق المواطنة» علي النخب السياسية والفكرية لدراستها قبل تقديمها إلى مجلس الشوري من أجل إقرارها كلائحة قانونية ملزمة للتطبيق من قبل الحكومة والمؤسسات الحكومية والمدنية.