قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس (الخميس) إن السعودية خفضت إنتاجها النفطي إلى أقل من 10 ملايين برميل يومياً، وإنها تخطط لزيادة خفض الإنتاج في شباط (فبراير) في إطار اتفاق بين المنتجين العالميين. وقال الوزير في كلمة للصحافيين - بثتها «رويترز» - أثناء مؤتمر لقطاع النفط في أبوظبي، إن السوق قوية للغاية الآن، وإن السعودية اضطرت إلى خفض الإنتاج بشدة لأقل من 10 ملايين برميل يومياً. وأضاف: «الوقت الحالي هو موسم طلب منخفض في السعودية، لذلك اجتمع خفض الإنتاج بشدة وانخفاض الطلب لإبقاء مستوى الإنتاج في كانون الأول (يناير) أقل من 10 ملايين برميل يومياً وسيظل كذلك بنهاية الشهر». وأظهر مسح أجرته «رويترز» لبيانات الشحن ومعلومات من مصادر في القطاع أن إنتاج السعودية كان 10.45 مليون برميل يومياً تقريباً في كانون الأول (ديسمبر). وقال الفالح إن السعودية خفضت أيضاً مخصصات توريد النفط للعملاء على مستوى العالم لشهر فبراير، وإن شركة النفط السعودية (أرامكو) أخطرت عملاءها بأحجام الإمدادات المتوقعة في فبراير بنسب خفض أكبر من يناير، ما يظهر التزام السعودية بالاتفاق. ورداً على سؤال في شأن ما إذا كان الاتفاق بحاجة إلى التمديد لأكثر من ستة أشهر، قال الفالح إن المنتجين سيراقبون سوق النفط وسيتدخلون عند الضرورة. وقال إن الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) والمنتجين المستقلين جادون للغاية في الالتزام بالاتفاق. وأوضح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إن العالم سيواصل اعتماده على الموارد الهيدروكربونية التقليدية كوقود لحفز رغبته المتزايدة من أجل التنمية والابتكار، وذلك لفترة لا تقل عن بضعة عقود قبل أن نحقق مزيجاً أكثر توازنا من الوقود التقليدي والبديل بما في ذلك موارد الطاقة المتجددة. وفي كلمة ألقاها لدى ترأسه أمس، وفد السعودية المشارك في أسبوع أبوظبي للاستدامة 2017، لفت الفالح إلى أن الطلب على الطاقة سيستمر في النمو ولا بد من تحقيقه، مع مراعاة اختيار مصادر الطاقة، وقال: «إن معدل الطلب على الطاقة في العالم اليوم يبلغ حوالى 280 مليون برميل يومياً من المكافئ النفطي، على مدى السنوات ال25 المقبلة نتوقع أن ينمو هذا المعدل بنسبة أكثر من 40 في المئة (إلى نحو 400 مليون برميل)، حيث سيزداد عدد سكان العالم بنحو بليوني شخص، مع توقعات منطقية لمستوى أعلى للمعيشة تتطلب مزيداً من الطاقة، ولكن يحكمها جزئياً الوعي بأهمية تحسين كفاءة الطاقة». وأضاف: «على رغم الاعتماد بصورة كبيرة على الوقود التقليدي، فإن التوازن سيتحقق، إذ إن العالم اجتمع ليتصدى جدياً لتغير المناخ، ويتبنى الدعوة إلى العمل على تقليل انبعاثات الكربون عالمياً، وأعلن أن نقطة التحول تمثلت باتفاق باريس الذي تم توقيعه عام 2015 وصادقت عليه المملكة العام الماضي، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نحن أيضاً في المملكة ندرك حاجتنا إلى القيام بالدور المطلوب منا لتنفيذ الاتفاق وتقليل انبعاثات الكربون، وبخاصة مع دورنا القيادي في مجال الطاقة العالمية، على سبيل المثال: نحن نتوقع أن الغاز الطبيعي النظيف سيشكل نحو 70 في المئة من مزيج طاقة المرافق خلال العقد المقبل وهي أعلى نسبة بين دول مجموعة ال20». وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية أهمية الإمكانات الهائلة للطاقة المتجددة ووصفها بالمذهلة، مبيناً أنه تم حساب الطاقة الناتجة من الشمس مدة 90 دقيقة، وهي تزيد على الطاقة الناتجة من 15 بليون طن من مكافئ النفط، وتزيد على حاجة العالم الأساسية إلى الطاقة، ويمكن للرياح أن تمدنا بما يوازي 146 بليون طن من مكافئ النفط كل عام، وهذا يزيد على حاجة العالم السنوية إلى الطاقة بنحو 10 أضعاف. وأشار الفالح إلى أن الموارد الممكنة هائلة، وكذلك الحاجة المتزايدة إلى الطاقة النظيفة، ويكمن التحدي في عبور الفجوة الخاصة بكل من التقنية والاقتصاد للاستفادة الكاملة من تلك الموارد.