رجح قادة عسكريون عراقيون في انطلاق المرحلة الثانية للسيطرة على الجانب الشرقي من مدينة الموصل بعد «إعادة تقييم» خطط المعركة وتعزيز المحاور، فيما بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع «القيادة المشتركة» في التطورات الميدانية. وكان «داعش» نجح في الحد من تقدم الجيش صوب الساحل الأيسر من نهر دجلة، بعدما تسللت وحداته «الإنغماسية» وكتائب «الإنتحاريين» في أحياء حررتها قوات «مكافحة الإرهاب، مستفيدة من تراجع الضربات الجوية والقصف المدفعي بسبب الكثافة السكانية، ما دفع القادة العسكريين إلى وضع خطط بديلة وإعادة تعزيز المحاور وتفعيلها. وأعلن الناطق باسم «مكافحة الإرهاب» صباح النعمان أن «الأيام المقبلة ستشهد انطلاق المرحلة الثانية لتحرير ما تبقى من الأحياء الواقعة في الساحل الأيسر، بعد تحرير 40 حياً»، لافتاً إلى أن «الوقت الذي ستستغرقه في انجاز المرحلة يعتمد على طبيعة الأرض والموقف العسكري». وأكد قائد «العمليات الخاصة الثانية» في الجهاز اللواء الركن معن السعدي «إجراء تحصينات لمسك الأرض والتحضير للمرحلة المقبلة والسيطرة على ما تبقى من الأحياء». إلى ذلك، أعلن قائد العمليات في نينوى نجم الجبوري «صدور أوامر بإرسال تعزيزات إلى الموصل، بعد إجراء تغيير في الخطط بناء على تغيير داعش تكتيكاته، ومن المؤمل أن تتم استعادة الساحل الأيسر للموصل قريباً». وأفاد أحد الضباط أمس أن «قطعات الجيش اقتحمت منطقة المزارع في المحور الجنوبي الشرقي، وتمكنت من قتل 14 عنصراً من داعش بينهم 4 انتحاريين»، فيما «قصفت طائرات التحالف الدولي أهدافاً متحركة وثابتة في خطوة تمهيدية لتقدم القوات». إلى ذلك، أفاد مصدر في المحور الغربي أن قوات «الحشد الشعبي» تعرضت «لهجوم في قرية حمود عبدالعزيز»، فيما قال زعيم منظمة «بدر» القيادي في الحشد إن «تفاؤل بعضهم بسرعة حسم المعارك، انعكس سلباً على شعور المواطن، وهذا البعض بنى نظريته على أن تنظيم الدولة سينسحب من الموصل بعد اتفاق مع البعثيين»، وشدد على أن «المعركة ستطول والتنظيم سيقاوم بقوة في المدينة، وهذا كنا نعلمه منذ اليوم الأول للمعركة». وأعلن إعلام «الحشد الشعبي» أن فصائله «تمكنت من بسط سيطرتها على نحو 2618 كيلومتراً مربعاً من نينوى في المحور الغربي، كما سيطرت قوات الشرطة الاتحادية على نحو 960 كيلومتراً مربعاً، فضلاً عن 1831 كيلومتراً مربعاً في المحور الشرقي لقطعات جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة». من جهة أخرى، أفاد بيان لمكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي أنه «اجتمع مع قادة العمليات المشتركة واطلع على شرح تفصيلي لسير المعركة وتقدم القوات في كل المحاور، وأصدر توجيهات تساهم في حسم المعركة مع العدو وتشديد الخناق عليه وعدم السماح له باستهداف المواطنين الأبرياء». وأشار البيان إلى أن العبادي «بحث أيضاً مع وزراء خارجية مجموعة بينولوكس التي تضم بلجيكا وهولندا ولوكسمبورك في تطورات معركة الموصل، ودعم العراق في مجالات التدريب وإعادة الاستقرار إضافة إلى الأوضاع التي تشهدها المنطقة وتعزيز العلاقات مع دول المجموعة».