تجرى تحضيرات لتحويل عدد من الأفلام السينمائية الشهيرة إلى مسلسلات تلفزيونية، وهي الظاهرة التي كان اتجه إليها بقوة غالبية المؤلفين وجهات الإنتاج قبل أكثر من عشرة أعوام وعادت في رمضان قبل الماضي من خلال مسلسلي «الباطنية» و «أدهم الشرقاوي»، وواصلت ظهورها في رمضان الماضي من خلال مسلسل «العار». ويأتي في مقدم الأعمال المستعادة فيلم «الشيماء» الذي لعبت بطولته سميرة أحمد وأحمد مظهر وغسان مطر وأخرجه حسام الدين مصطفى، حيث قام المؤلف محيي الدين مرعي بتحويل القصة ذاتها التي تتناول قصة حياة الشيماء شقيقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الرضاعة إلى مسلسل يصور قريباً من بطولة قمر خلف وغسان مسعود ويخرجه عصام شعبان. ويجري البحث عن ممثل جديد بعد اعتذار عمر الشريف عن عدم تجسيد شخصية عمر المختار في مسلسل تلفزيوني كتبه طارق البدوي، وهي الشخصية التي قدمت في فيلم ليبي شهير لعب بطولته انتوني كوين. وتعاقدت غادة عبد الرازق على بطولة مسلسل «سمارة» من تأليف مصطفى محرم وإخراج محمد النقلي، علماً أنه قدم في فيلم قامت ببطولته تحية كاريوكا وأخرجه حسن الصيفي وتناول تجارة المخدرات والعصابات من خلال «سمارة» التي تعيش في حي شعبي وتتيح لضابط شرطة في إدارة مكافحة المخدرات أن يدخل في عصابة تهريب المخدرات متخفياً في هيئة مجرم. ويعكف السيناريست عبد الرحيم كمال على كتابة سيناريو مسلسل «شفيقة ومتولي» وهي القصة التي قدمتها سعاد حسني وأحمد زكي في فيلم سينمائي عام 1978، ورشحت لبطولته سمية الخشاب ومحمود عبد المغني على أن يخرجه حسني صالح. كما تحول فيلم «أبناء وقتلة» الذي قام ببطولته محمود عبد العزيز ونبيلة عبيد عن قصة لإسماعيل ولي الدين وإخراج عاطف الطيب إلى مسلسل رشح لبطولته خالد الصاوي. ويتواصل العمل لتحويل فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» لمحمد هنيدي إلى مسلسل يعرض في رمضان المقبل لهنيدي أيضاً، وهو ما يتكرر مع فيلم «اللمبي» لمحمد سعد والذي سيتحول إلى مسلسل عنوانه «اللمبي وجولييت» من بطولة سعد.br / وتعاقد المنتج جمال العدل مع ورثة الراحل عبد الرحمن الشرقاوي على تحويل رواية «الأرض» إلى مسلسل يلعب بطولته جمال سليمان وعمرو سعد على أن يخرجه خالد يوسف، علماً أن الرواية ذاتها قدمت في فيلم شهير لعب بطولته محمود المليجي وعزت العلايلي وأخرجه يوسف شاهين. ورشحت هيفاء وهبي لبطولة مسلسل «زقاق المدق» عن رواية نجيب محفوظ التي قدمت في الستينات من القرن الماضي في فيلم من بطولة شادية وصلاح قابيل ويوسف شعبان وإخراج حسن الإمام، كما قدمت منذ سنوات في فيلم مكسيكي اشتهر في حينه ودفع كثراً من السينما العالمية الى إعادة اكتشاف أدب نجيب محفوظ، ومن المفترض اليوم أن تجسد هيفاء الشخصية التي قدمتها شادية في الفيلم المصري وهي لفتاة تعيش في حي شعبي ويلاحقها شباب الحي للارتباط بها، في الوقت الذي ترتبط بقصة حب مع حلاق بسيط ترفض والدتها زواجها منه لفقره. وانتهي المؤلف لينين الرملي أخيراً من كتابة مسلسل «إمبراطورية ميم» عن قصة الراحل إحسان عبد القدوس وتعاقدت على بطولته رغدة، علماً أن القصة ذاتها قدمت في فيلم لفاتن حمامة. ويؤكد الرملي أن مسلسله يختلف شكلاً ومضموناً عن الفيلم؛ «أحداث المسلسل تضم 12 شخصية رئيسية على عكس الفيلم ويتعرض للكثير من المشاكل الاقتصادية والسياسية والعاطفية حالياً، ومن يتجه لإعادة الأعمال القديمة يضع نفسه في مقارنة صعبة جداً سواء من ناحية تكثيف الأحداث أو وضع النص في زاوية جديدة غير التي قُدمت فيها سابقاً». وطالب المخرج مجدي أحمد بالحد من هذه الظاهرة بدعوى أنها لا تقدم أي جديد وتتكئ على نجاحات سينمائية سابقة، وأنه يشوبها المط والتطويل جراء تحويل نفس أحداث الفيلم الذي لا يتجاوز زمنه ساعتين إلى 22 ساعة. ويرى المؤلف مدحت عبد القادر أن هذه الظاهرة «تعود إلى الكسل والاستسهال من جانب المؤلفين والمنتجين إلى جانب النجوم الذين يوافقون على تجسيد أدوار قدمت من قبل وارتبطت في ذهن ووجدان المشاهد بصورتها السينمائية التي رآها عليها، وهي مثال حي للإفلاس في الأفكار والموضوعات وعدم اعتناء من جهات الإنتاج بالبحث عن قضايا جديدة». ويرى المؤلف محمود أبو زيد الذي حوّل فيلمه «العار» لنور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي وأخرجه علي عبدالخالق، إلى مسلسل لعب بطولته مصطفى شعبان وأحمد رزق وشريف سلامة وأخرجته شيرين عادل، أنه لا ضرر من إعادة تقديم ما يصلح من الأعمال القديمة برؤية جديدة طالما أن العمل سيلقى قبول الناس ويقنع المتلقي، وهذا يعود إلى الكاتب والمخرج ومدى حرفيتهما لتجنب الاطالة لئلا يصاب المشاهد بالملل. ويذكر أن عشرات الأفلام الناجحة قدمت في مسلسلات تلفزيونية ومنها «لا تطفئ الشمس» و «في بيتنا رجل» و «أهل القمة» و «نحن لا نزرع الشوك» و «رد قلبي» و «اللص والكلاب» و «شيء من الخوف» و «بين القصرين» و «قصر الشوق» و «الحرافيش» و «عمارة يعقوبيان» وغيرها.