وصف الدكتور عائض الردادي القائد العثماني فخري باشا، الذي حاصر المدينةالمنورة بين عامي 1916 – 1919 ب«الظالم»، وذلك لارتكابه مجازر بحق أهل المدينة، إضافة إلى سياسة التجويع التي فرضها على سكان المدينةالمنورة، لكن المحاضر سيستدرك في ما يخص حكمه على فخري باشا، وذلك بعد اطلاعه على كتب تؤرخ للمرحلة، منها «الدفاع عن المدينةالمنورة» لناجي كجمان، و«مذكراتي عن الثورة العربية» لفايز الغصين و«العهود الثلاثة» لمحمد حسين زيدان. وأوضح الردادي في محاضرة قدمها في مجلس الجاسر الثقافي السبت الماضي، بعنوان: «القائد العثماني فخري باشا ظالم أم مظلوم» وأدارها الدكتور سهيل الصابان، أنه كان من أشد الكارهين لفخري باشا، بسبب تهجيره سكان المدينةالمنورة، أو ما يسمى بالتركية «سفر برلك»، إلا أنه بعد التعمق بالدراسة اكتشف أن فخري باشا مظلوم، «إذ لم يسلط الضوء على صموده على رأس جيشه داخل المدينةالمنورة»، لافتاً إلى أن فخري باشا «أنشأ الفرقة الزراعية لتوفير الغذاء لجنوده، إضافة إلى تأسيسه مدرسة اللوازم لتدريب جنوده على فنون الحماية العسكرية، وكان مخلصاً لدولته حتى عندما صدرت الأوامر من الدولة العثمانية رفض الاستسلام وتنازل عن القيادة لنائبه». وذكر الردادي أن القائد العثماني الرابع في الشام السفاح جمال باشا أرسل فخري باشا إلى المدينةالمنورة للمحافظة على عثمانيتها، «الذي على رغم حصاره مع سكان المدينةالمنورة ثلاثة أعوام تمكن من مهاجمة الإنكليز والحلفاء، الذين يحاصرون المدينة، حتى سقوط الخلافة العثمانية وصدور أوامر قيادته بالاستسلام»، مضيفاً أن فخري باشا عمل على إفراغ المدينةالمنورة من أهلها، «إذ أرسل كثيرين منهم إلى إسطنبول والشام اختيارياً في البداية، ثم قسراً، حتى إن بعض أهالي المدينةالمنورة حين عادوا إلى بيوتهم لم يعرفوها، ووجدوا آخرين يسكنونها، واشتهر فخري باشا بعبارته «عرب خيانات». من جهته، أوضح الدكتور فايز الحربي أن الرواية المنتشرة في الكتب عن العثمانيين مصدرها الإنكليز، مشيراً إلى أن كثيراً من جرائم القتل التي قيل إن فخري باشا وجنوده نفذوها في المدينةالمنورة «ثبت أنها غير صحيحة، ما يؤكد أن تاريخ المدينةالمنورة لم يكتب بموضوعية حتى الآن». في حين قال الدكتور محمد الأسمري في مداخلته إن فخري باشا وقادته «كانوا سفاحين وحاقدين على العرب، وما زالت مناطق عدة في السعودية تستذكر جرائمهم وبطشهم»!