انتهت الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجية الباكستاني - الأميركي بحصول اسلام أباد على رزمة مساعدات عسكرية بقيمة بليوني دولار من شأنها تعميق التعاون بين المؤسسات العسكرية في البلدين وتحفيز الثقة بين ادارة باراك أوباما والجانب الباكستاني الذي اعتبرته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «الشريك الأقوى في مكافحة الارهاب». وبعد جلسات استمرت ثلاثة أيام بين أركان الحكومة الباكستانية وأركان ادارة أوباما، أكدت كلينتون أن الولاياتالمتحدة ستقدم مساعدة عسكرية اضافية بقيمة بليوني دولار على مدى خمس سنوات، لتضاف في حال موافقة الكونغرس الى مساعدة مدنية بقيمة 7.5 بليون دولار تعهدت بها الولاياتالمتحدة مخصصة للبنى التحتية في البلاد ولتطورها الاقتصادي واحتياجاتها الامنية. واعتبرت الوزيرة ان الولاياتالمتحدة «ليس لديها شريك أقوى من باكستان في مجال مكافحة الارهاب». وتضاف المساعدة الى مبلغ يقارب بليون ونصف البليون دولار تقدمه الولاياتالمتحدة سنوياً الى الحكومة الباكستانية، وستترجم في ارسال أجهزة حديثة وأسلحة متطورة الى الجيش الباكستاني الذي يعاني من نقص في الموارد بعد الفيضانات الأخيرة. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي وهو الى جانب كلينتون «لا تزال هناك تعليقات حتى في هذه العاصمة تقول بأن باكستان لا تخوض فعليا هذه المعركة (ضد طالبان). ليس هناك من دليل يمكن تقديمه اكبر من دماء شعبنا». واضاف «نحن مصممون على كسب هذه المعركة». من جهتها قالت كلينتون ان الاميركيين «يعترفون بتضحية وخدمات الجيش الباكستاني ويثمنونها»، واضافت ان «هذه المجموعات (طالبان) تهدد أولا وبشكل اساسي أمن شعوب باكستان والدول المجاورة والولاياتالمتحدة والعالم بالطبع». الا ان تقريراً رفعه البيت الابيض الى الكونغرس في مطلع الشهر الحالي اشار بوضوح الى ان باكستان لم توسع مواجهتها لتطاول حركة «طالبان» الافغانية، في خطوة يرى الخبراء انها محاولة منها للحفاظ على نفوذها في افغانستان اذا انسحبت القوات الاميركية منها. وأكد الخبير الدفاعي من معهد «نيو أميركا فاوندايشن» براين فيشمان ل «الحياة» أن المساعدة من شأنها تحفيز الثقة بين ادارة أوباما والقيادة العسكرية في باكستان، وأشار الى أن واشنطن «تقدر بوجه خاص جهود رئيس هيئة الأركان في القوات الباكستانية الجنرال اشفق كياني (الموجود في واشنطن) رغم تحفظاتها على آخرين»، وخصوصا لجهة «تسديده ضربات قوية ضد عناصر في طالبان (داخل باكستان) في الفترة الأخيرة». واعتبر فيشمان أن هناك هدفين استراتيجيين للمساعدة، الأول تهدئة مخاوف باكستان من العلاقة المضطردة بين الولاياتالمتحدة والهند التي يستعد أوباما لزيارتها مطلع الشهر المقبل، والثانية لضمان تعاون هادئ من اسلام أباد في موضوع المصالحة مع «طالبان» والذي تقوده الحكومة الأفغانية. وأكد فيشمان أن واشنطن تدرك تماما بأنها لن تتمكن من النجاح في ايجاد مخرج لحرب أفغانستان من دون مساعدة اسلام اباد وتعاونها. ومع انه لم يتوقع أن تقوي هذه المساعدات حكومة آصف زرداري، الا انه اعتبر انها ستعزز وضع القيادة العسكرية وموقع باكستان الاقليمي.