لم تعد الكتابة بنظام «برايل» على علب الأدوية أمراً غريباً، خصوصاً مع وجود 39 مليون شخص يعانون العمى، إذ يستخدم 150 مليون شخص كفيف حول العالم تلك الطريقة التي تعتمد على وجود رموز بارزة تمثل الأحرف الأبجدية، ما يمكنهم من قرائتها. وذكر موقع «انترناشونال بزنيس تايم» البريطاني، أن عدد من يعانون مشكلات بصرية بلغ 285 مليون شخص حول العالم، فيما يبلغ عدد الأشخاص الفاقدين البصر في المملكة المتحدة وحدها مليوني شخص. وتعتمد كتابة «برايل» على ست نقاط أساسية، ثلاث نقاط منها إلى اليمين وثلاث نقاط أخرى إلى اليسار، ومن هذه النقاط الست تتشكل كل الأحرف والاختصارات والرموز. ومع دخول الكمبيوتر إلى عالمنا بدأ استخدام نظام من ثماني نقاط في نظام الكمبيوتر ليعطي مجالاً لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الإشارات والرموز. ويصادف الرابع من كانون الثاني (يناير)، اليوم العالمي لذلك النظام الذي اخترعه الفرنسي لويس برايل الذي تعرض وهو في الثالثة من عمره إلى حادث، أفقده البصر في عينه اليمنى، إثر دخول إبرة كبيرة فيها، أثناء وجوده في مشغل والده لصناعة سروج الخيل. وتسبب الجرح في اصابة عينه اليمنى بالتهاب العصب البصري، قبل أن يمتد الالتهاب إلى عينه اليسرى. وبعد بلوغه الخمسة أعوام، فقد برايل بصره بالكامل. والتحق برايل ب «المعهد الوطني للمكفوفين الشباب» في باريس العام 1821 فأصبح تلميذاً وموسيقياً بارعاً عند بلوغة ال 20 من العمر، إذ علمه والده استخدام كلتا يديه بمهارة ليمارس حياته في شكل طبيعي. وبدأت فكرة نظام «برايل»، عندما سمع برايل عن شيفرة عسكرية سُميت ب «الكتابة الليلية» اخترعها الضابط الفرنسي بيير لسكييه ليرسل تعليماته بطريقة صامتة إلى الجيش الفرنسي في أثناء حربه مع الألمان. وتتكون الشيفرة أساساً من 12 نقطة، إلا أن برايل استطاع تعديل واختصار تلك النقاط إلى ست ليسهل على الكفيف التعلم. وفي العام 1839 نشر طريقته ليُطلع العالم على اكتشافه، وواجه مقاومة كبيرة من الجميع بمن فيهم المعهد نفسه، وألّف كتاباً يحوي ترجمة قصائد للشاعر الإنكليزي الأعمى جون ميلتون ليتمكن من الكتابة، واستعمل في كتابته إبرة كبيرة مشابهة لتلك التي كانت سبباً في إصابته بالعمى.