يحتفل العالم باليوم العالمي لبرايل في الرابع من يناير كل عام و الذي يوافق تاريخ ميلاد لويس برايل (1809) الرجل الذي أحدث ثورة في حياة فاقدي وضعاف البصر باختراعه نظاما للقراءة والكتابة يعتمد على فكرة (الست نقاط البارزة) والمعروف بطريقة برايل. ووفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في مارس عام 2011 هناك نحو 284 مليون نسمة ممن يعانون من ضعف البصر في جميع أنحاء العالم منهم 39 مليون نسمة كفت أبصارهم و245 مليون نسمة ضعفت رؤيتهم ، ويعيش نحو 90% ممن يعانون من ضعف البصر في البلدان النامية . وقد تم الحد بشكل كبير في السنوات العشرين الماضية من عدد الناس الذين ضعفت أبصارهم بسبب الأمراض المعدية، ويمكن تجنب أو علاج نحو 80% من مجموع حالات ضعف البصر، ووفقا للمنظمة يتحول شخص كل خمس ثوان في العالم إلى فاقد للبصر، وكل دقيقة يتحول طفل في العالم إلى فاقد للبصر، ويتوقع أن يرتفع عدد فاقدي البصر في عام 2020 إلى 75 مليونا . ويعيش أكثر من نصف فاقدي وضعاف البصر في الهند بنسبة (9ملايين)، وفي أفريقيا (7 ملايين)، والصين (6ملايين)، والعالم العربي ( 7ملايين)، و65% من المصابين بضعف النظر هم فوق سن الخمسين. والجدير بالذكر ان لغة برايل هي اللغة التي اخترعها الفرنسي برايل وكان عمره لا يتجاوز 15 عاما عندما انتهى من تطوير هذه اللغة في العام 1824 وهي نظام كتابة أبجدي يمكن فاقدي وضعاف البصر من القراءة والكتابة، وذلك بجعل الحروف رموزا بارزة على الورق ما يسمح بالقراءة عن طريق حاسة اللمس. ولد برايل فى 4 يناير عام 1809 وفقد بصره وهو في الثالثة من عمره وانضم إلى معهد باريس في سن العاشرة، وقبل التحاقه بالمدرسة علمه والده استخدام يديه بمهارة،وكان لويس حاد الذكاء فأصبح تلميذا وموسيقيا بارعا وبعد تخرجه أصبح معلما بالمعهد واهتم برعاية فاقدي البصر. وقد تمكن برايل من أن يكتب طريقة الشفرة العسكرية التى كان قد اخترعها الضابط الفرنسى بيير لسكي ليرسل التعليمات العسكرية إلى الجيش الفرنسي وهو في حربه مع الألمان وتتكون أساسا من اثنتى عشرة نقطة، ويمكن أن تتكون كل الكلمات بالتبادل إلا أن برايل استطاع تعديل واختصار الاثنتى عشرة نقطة إلى ست نقاط ليسهل الموقف التعليمي على الكفيف. وكان أول ما نُشر بطريقة برايل عام 1837 أما طريقته بأكملها فلم تنشر إلا في سنة 1839، ولم تستخدم رسميا إلا بعد أربع عشرة سنة ولم تقبل طريقة برايل في بريطانيا إلا في عام 1869 وأما في أمريكا فبدأ استخدامها سنة 1860، وعدلت بعد عام 1919 وعرفت بطريقة برايل المعدلة، أما كتابة برايل في اللغة العربية فقد دخلت على يد محمد الأنسي في منتصف القرن التاسع عشر حيث حاول التوفيق بين أشكال الحروف المستخدمة في الكتابة العادية وشكلها في الكتابة البارزة وبهذه الطريقة نقل الأنسي عددا من الكتب إلا أن هذه الطريقة لم تنتشر على نطاق واسع. وقد قامت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة لهيئة الأممالمتحدة في عام 1951 بتوحيد الكتابة البارزة بقدر ما تسمح به أوجه الشبه بين الأصوات المشتركة في اللغات المختلفة ونتج عن هذه الحركة النظام الحالي للرموز العربية.