لم تسر السفن كما كانت تشتهيها الجماهير السعودية فودع ممثلا الكرة السعودية دوري أبطال آسيا وبدلاً من أن يذهبا سوياً إلى طوكيو غادرا نصف النهائي ليصبح النهائي خالياً من أي فريق سعودي. وبعدما خسر الشباب ظهراً أمام سيونغنام الكوري الجنوبي بهدف من دون رد عاد الهلال ليلاً ليغيب ويخسر بالنتيجة ذاتها. سيونغنام - الشباب ضهرت بداية المباراة من الطرفين مالت الكفة لمصلحة الكوريين الذين سعوا الى التسجيل لأنهم بحاجة الى الفوز للتأهل، في حين اعتمد الشباب نهجاً دفاعياً في نصف الساعة الاول قبل ان يسعى الى تهديد مرمى منافسه بعد ان اهتزت شباكه. وكاد البرازيلي اوليفيرا يخطف هدفاً للشباب في الدقيقة الخامسة حين تلقى كرة متقنة من حسن معاذ من الجهة اليمنى امام المرمى لكن الحارس الكوري انقذ الموقف في اللحظة المناسبة. غابت الفرص الخطرة لدقائق الى ان انقذ الحارس وليد عبدالله كرة هدف اكيد من رأس الصربي رادونيتش (22). لكن الهدف الكوري لم يتأخر إذ ترجم دونغ جيون ضغط فريقه حين تلقى كرة داخل المنطقة خلف الدفاع من رادونسيتش فتابعها لحظة خروج وليد عبدالله في الشباك (32). اندفع الشباب الى الهجوم في ربع الساعة الاخير في محاولة للحد من خطورة الكوريين اولاً وتسجيل هدف التعادل ثانياً لكنه لم يصنع فرصاً كثيرة، وابرزها كرة من ركلة حرة لحسن معاذ عالية عن المرمى (42). بدا سيونغنام الطرف الساعي الى التسجيل ايضاً في بداية الشوط الثاني فكان الاكثر خطورة وحصولاً على الفرص ابرزها كرة لشو يونغ غوك اثر ركلة ركنية التقطها وليد عبدالله (55) تواصلت الهجمات الكورية وسط تراجع تام للاعبي الشباب، وتحمل الدفاع السعودي عبئاً ثقيلاً لابعاد اكثر من محاولة. انتظر الشباب حتى الدقيقة 64 لاشعار مضيفه بالقلق الشديد حين خطف ناصر الشمراني الكرة اثر خطأ دفاعي فراوغ ثم سدد كرة قوية ابعدها الحارس يونغ سونغ ارتدت الى عبدالله شهيل الموجود على بعد اقل من خمسة امتار عن المرمى فاعاد الكرة باتجاه الشباك لكن الحارس انقض عليها ببراعة منقذاً مرماه من هدف محقق. دفع مدرب الشباب الاوروغوياني خورخي فوساتي بنجم الوسط عبده عطيف بدلا من عبدالله شهيل في محاولة لانقاذ الموقف في الدقائق العشر الاخيرة، اذ ان ثغرات واضحة بانت في خط وسط الفريق السعودي. الهلال - ذوب آهن ما أن أطلق حكم اللقاء الأوزبكي راشفان صافرته إلا ونجح لاعبو فريق الهلال في فرض سيطرتهم الميدانية وتمكنوا في وضع بصمتهم الفنية من خلال الهجوم المكثف المتنوع بحثاً عن هدف يعيدهم إلى نقطة الصفر، فيما اضطر مدرب ذوب آهن إلى إعادة لاعبيه باكراً إلى منتصف ملعبهم، وعلى رغم ذلك التراجع استطاع الهلال تهيئة فرص عدة حقيقية وتمكن من الوصول إلى مرمى منافسه، غير أن الاستعجال من جهة وعدم التركيز. وجاءت تصويبة نيفيز أولى المحاولات الهلالية التي أظهر فيها الهلالييون رغبتهم الباكرة في إحراز التعادل إلا أن الحارس شهاب الدين نجح في صدها (3)، بعدها فرض مدافعو ولاعبي الارتكاز في ذوب آهن الرقابة اللصيقة على مفاتيح الفوز في الهلال القحطاني والمحياني وهو ما حدا بالفريدي والشلهوب بالاعتماد على الحلول الفردية بالتوغل بالكرة والتصويب من مسافات بعيدة إلى حد ما لتجاوز حائط الصد المتكتل دفاعياً. وكاد الفريدي يسجل للهلال هدفه الأول لولا براعة شهاب الدين (18)، للتوالى معها الفرص الهلالية التي جاء أبرزها تصويبة نيفيز ومواجهة الفريدي الذي طوح بالكرة عالياً وإنقاذ حارس ذوب آهن مرماه من تصويبة رادوي (24) و(28) و(30)، في حين لم يكن الفريق الضيف بعيداً عن التهديد إذ شكلت مرتداته خطورة على مرمى الهلال من ثلاث فرص ثمينة كادت تصعّب المهمة السعودية الأولى كانت عن طريق قاسمي حدادي وكاسترو ومحمد رضا نجح حسن العتيبي في حماية عرينه خالياً من الأهداف في (21) و(25) و(43). وفي الشوط الثاني، انتظر المتابعون أن يواصل الهلال لعبه الهجومي وترجمة التفوق الذي كان عليه طوال مجريات الشوط الأول، إلا أن لاعبي ذوب أهن أدوا شوطاً جيداً اتسم بالأداء السريع والانتشار السليم والتنظيم في الصفوف بعكس الفريق الهلالي الذي عاب على أدائه البطء في بناء الهجمة والتمرير غير المتقن على رغم إشراك السويدي ويلهامسون مع مطلع هذا الشوط، واستطاع حسن العتيبي إنقاذ مرماه من هدف محقق بعد مجهود فردي من محمد رضا (50). وسجل القحطاني أول حضور له بعدما وصلته تمريرة المحياني غير أن محمد غازي ابعد الكرة إلى ركلة زاوية (52)، فيما أتى الحضور الحقيقي عن طريق إيغور كاسترو، إذ صعب مهمة الهلاليين بتسجيله الهدف الأول لذوب آهن من خطأ دفاعي وضعف في الرقابة (55)، وفي محاولة هلالية بغية التعديل صوب الشلهوب كرة ثابتة اعتلت العارضة (64) ليعتمد لاعبو ذوب آهن على إغلاق المنافذ المؤدية إلى مرماه بتكثيف منطقة المناورة وإبطال المحاولات الهجومية والضغط على مستحوذ الكرة في الجانب الهلالي. وأبدع الحارس الإيراني شهاب الدين في تصويبة رادوي المباغتة ليخرجها الأول بصعوبة إلى ضربة زاوية (69)، وأشهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء للاعب الكوري لي يونج بوي بعد تعمد ضرب لاعب ذوب محمد رضا (71). وزج المدير الفني للهلال إيريك جريتس باللاعبين وليد الجيزاني وعبدالعزيز الدوسري ولتفعيل الشق الهجومي الذي لم يكن حاضراً في هذه المباراة ومعها أهدر أسامة هوساوي هدفاً محققاً عندما لعب كرة رأسية وضعها بين يدي شهاب الدين (73)، وبرعونة أضاع الدوسري فرصة التعديل للهلال بعد أن تدخل فرشاد طالبي في الوقت المناسب (82)، وعجز الهلاليون اختراق التحصينات الدفاعية للتحضير غير الجيد من صانعي اللعب الهلالي إلى جانب عدم تحرر مهاجميه من الرقابة.