أكد مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أن التدريبات السعودية - المصرية المشتركة لأمن وأمان الأمة، كما أنها تأمين للسلام وحب له، مشيراً إلى أن التطور في العلاقات العسكرية يأتي عبر التمارين المشتركة التي تعمل على التقارب وهو ما نسعى إليه دائماً. وأوضح مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية، خلال رعايته اختتام تمرين (تبوك 2) المشترك بين القوات الملكية السعودية والقوات المصرية في حضور القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير محمد حسين طنطاوي، أن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد تدريبات بحرية مشتركة بين القوتين. وقال الأمير خالد إن جاهزية القوات السعودية هو عملها الدائم والمعهود، مؤكداً حرص ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز على جاهزية القوات السعودية وجعلها في مقدم أولويات القوات المسلحة. ورداً على سؤال حول العقيدة العسكرية المختلفة، قال الأمير خالد إن «المفاهيم الآن تغيرت، فلم تعد هناك عقيدة شرقية ولا أخرى غربية، ولكن الأمر هو التعامل بجد وبفهم من خلال التدريبات المشتركة، ولا ننسى التاريخ العظيم للقوات المسلحة المصرية». وحول توحيد مفاهيم المصطلحات العسكرية قال الأمير خالد إنه: «سمع عندما كان برتبة رائد عن لجنة عربية لتوحيد المصطلحات العسكرية، إلا أن هذه اللجنة ما زالت تناقش كيفية التوحيد، ولكننا لا نعتمد على عمل اللجان، وإنما نعتمد على قوة ومتانة العلاقة بين الجيشين المصري والسعودي، ونرغب في توحيد الاتصالات والمصطلحات العسكرية، وستكون في التدريب المشترك «تبوك 3» العام المقبل. وأعرب الأمير خالد عن شكره للمشير محمد حسين طنطاوي على انفتاح القلوب بين مصر والسعودية، وقال: «تأكدوا أن الشعور متبادل، ودائماً نقول إذا توحدت القلوب عسكرياً وسياسياً واقتصادياً بين مصر والسعودية، فتأكدوا أن العالم العربي كله في قلوبهم، وما هذا التنويه إلا لعلاقات أقوى - إن شاء الله - وستتم مراعاة ذلك في التدريبات المشتركة المقبلة»، مشيراً إلى أن التدريبات المستقبلية ستشمل مراكز القيادة وتكون على مستوى أكبر. وأوضح الأمير خالد أنه سيتم العمل على تغيير التضاريس خلال التدريبات المقبلة من صحراوية إلى جبلية وتشارك فيها جميع القوات الجوية والبحرية والبرية، وقال: «أؤمل خيراً في التمرين المقبل، وسأشرف عليه بنفسي من الجانب السعودي، للخروج بعمل يرضي الطرفين». من جهته، أكد القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير محمد حسين طنطاوي أن التدريب المقبل «تبوك 3» سيتم التوسع فيه بشكل أكبر من حيث الآليات والأفراد، إذ ستشارك فيه القوات البرية والقوات الخاصة وقوات الصاعقة، معرباً عن أمله في أن يكون الجميع قد استفاد من هذه المرحلة من التدريبات. وقال المشير طنطاوي إن العلاقات السعودية - المصرية علاقات أزلية يحكمها التقارب الفكري والعمل، ولا أنسى في هذا الشأن قول المؤسس الملك عبدالعزيز - يرحمه الله -: «إذا كانت السعودية ومصر في اتفاق وتعاون، فلا تخاف على الأمة العربية، والعكس «إذا تأثرت العلاقات تتأثر الأمة العربية تأثيراً مباشراً». وأكد المشير طنطاوي أن طبيعة الأرض في مصر والسعودية واحدة والاختلاف فقط في أجزاء معينة، مشيراً إلى أن التدريبات القديمة لها وضعيتها الخاصة، لكن القتال الآن أصبح داخل المدن، وهذا ما سنعمل عليه في التدريبات المشتركة المقبلة، مبيناً أنه لا توجد أية اختلافات في المناهج والتدريب فالطبيعة واحدة. وناقش المشير طنطاوي عدداً من القادة والضباط المشاركين في التدريب وأسلوب تنفيذهم مهماتهم وكيفية اتخاذهم القرار لمواجهة التغيرات المناخية أثناء عمليات التدريب، مشيداً بالأداء المميز للقيادتين، ومؤكداً ضرورة القيام بالتجهيزات الهندسية للقوات، واستغلال طبيعة الأرض والبعد عن النمطية في التخطيط والتنفيذ بجميع مراحله. وأوصى المشير طنطاوي بضرورة نشر وتعميم خبرات التدريب على المستويات كافة، والحفاظ على الحالة الفنية للأسلحة والمعدات، والأخذ بأسباب العلم لمواكبة أحدث نظم التسليح عالمياً وصولاً لأعلى معدلات الكفاءة القتالية. واختتم التمرين المشترك «تبوك 2» بين قوة الواجب التابعة للقوات البرية الملكية السعودية ووحدات من الجيش المصري فعالياته في مصر، وذلك ضمن سلسلة تمارين تبوك بين القوات البرية السعودية والجيش المصري. وتم خلال الأيام الأولى استكمال التدريب وتركيب أجهزة المايلز لقوة الواجب السعودية، واستطلاع منطقة التمرين من فريق مشترك «سعودي - مصري». ونفذت الوحدات المصرية بياناً عملياً تكتيكياً للجنود باستخدام أجهزة المايلز وعمليات التغطية للإنذار، وفتح الثغرات في حقل عمليات العدو واقتحام الحد الأمامي للعدو الافتراضي. وقدم ضباط مركز التدريب التكتيكي المصري إيجازاً عن فكرة العملية للتمرين «تبوك 2» في الوقت الذي نفذت فيه قوة الواجب السعودية جزءاً من برامج الاستعداد لما قبل عملية القتال. ويأتي هذا التمرين في إطار التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين بهدف الاستفادة من الخبرات العسكرية للجانبين.