رفض عدد من الفصائل الفلسطينية اقتراحاً بإقامة «فيديرالية» بين قطاع غزة والضفة الغربية فاجأ به عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق الشعب الفلسطيني. وكان أبو مرزوق قال في مقابلته مع قناة «الغد» الفضائية ليل الجمعة - السبت، إن الحكومة الفيديرالية حلاً ممكناً في حال استمر الانقسام الداخلي. وجاءت هذه الفكرة في وقت واصل الرئيس محمود عباس، منذ سنوات، اتهام «حماس» بالسعي إلى إقامة دولة في غزة تساوقاً مع مشاريع إسرائيلية لحل بديل من حل الدولتين. ورداً على ذلك، وعلى فشل مشروع حل الدولتين حتى الآن، يرى بعض الفلسطينيين أن الحل الأمثل يتمثل في إقامة «الدولة الديموقراطية الواحدة» في فلسطين التاريخية، والذي تخشاه إسرائيل كثيراً نظراً إلى أن عدد الفلسطينيين سيصبح يوماً ما أكبر من عدد اليهود. وعبر الناطق باسم حركة «فتح» أسامة القواسمي عن رفض الحركة تصريحات أبو مرزوق عن الفيديرالية بين غزة والضفة. واعتبر أن هذا الطرح «هروب من المصالحة وتكريس للانقسام»، ووصفه بأنه «ضار بمصلحة شعبنا وقضيتنا». وقال في تصريح إن «المطلوب من الكل الوطني على الساحة الفلسطينية إنجاح جهود الرئيس عباس بعقد المجلس الوطني بحضور القوى كافة على الساحة الفلسطينية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية وإنهاء الانقسام الأسود، بدلاً من الحديث عن مشروع الفيديرالية الذي هو أخطر من المشروع الإسرائيلي المتمثل بالدولة ذات الحدود الموقتة». من جهته، حذر عضو المكتب السياسي ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، مسؤول فرعها في قطاع غزة جميل مزهر من «خطورة الحديث عن إقامة حكومة فيديرالية كحل من الحلول الممكنة في ظل استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني»، واصفاً إياه بأنه «ضربة لمشروع الدولة الفلسطينية»، و «تكريس للأمر الواقع وتعميق للأزمة الفلسطينية والانقسام». وقال في حديث مع تلفزيوني إن «طرح حديث من هذا النوع هو أمر خطير»، مُحذراً من «استمرار الوضع على ما هو عليه في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وأن تكون الحكومة الفلسطينية بمثابة طربوش لإدارة الانقسام وليس لإدارة وطن ودولة». وعبر عضو المكتب السياسي لحزب «الشعب» الفلسطيني وليد العوض عن رفض الحزب هذه الدعوة «التي تأتي في وقت يحتدم الصراع مع الاحتلال ميدانياً، كما في كل المحافل الدولية» كما تشكل «مساً خطيراً بأهداف شعبنا الفلسطيني المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وفرصة يستخدمها الاحتلال في حججه الواهية لرفض إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس». ودعا إلى «تشكيل المجلس التأسيسي لدولة فلسطين، بما يحقق غرضيْن أساسييْن، الأول يتمثل في مشاركة الجميع في بناء مؤسسات دولة فلسطين، والثاني التأكيد للعالم أجمع بأننا ماضون باتجاه تكريس مؤسسات دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس».