طهران، بكين، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - حذّرت طهران أمس، من انها ستتخذ اجراءات انتقامية من شركات أجنبية ترفض تزويد طائراتها وقوداً في مطارات أوروبية، فيما أكدت الصين أنها «صادقة» في التزامها تنفيذ العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على ايران بسبب برنامجها النووي. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست: «مع الأسف اتخذت بعض الشركات اجراءات غير لائقة تتعلق بتزويد طائرات ايران إر وقوداً» في اوروبا. وأضاف: «نحذر حكوماتها من ان هذه المبادرات غير شرعية استناداً الى القوانين الدولية. لن نسمح بذلك وسندرس طريقة الرد عليها». وشدد على ان العقوبات التي فرضها مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، «لم تمنع تزويد الطائرات الإيرانية وقوداً، وهذه القرارات تأتي استجابة للعقوبات الأميركية الأحادية»، محذراً من ان «استمرار هذا التوّجه من هذه الشركات، سيضرّ بمصالحها». ويأتي تصريح مهمان برست، تعليقاً على أنباء تفيد برفض مطار هيثرو في لندن تزويد الطائرات الإيرانية وقوداً. وأعلنت «ايران إر» ان «مشاكل في تزويد الوقود في مطار هيثرو» ترغمها على ان تقوم الرحلات المتجهة الى طهران، بمحطة في هامبورغ او فيينا للتزود وقوداً، ما يعني تأخير الرحلة 90 دقيقة. في بكين، قال الناطق باسم الخارجية الصينية ما تشاوشيوي: «أيد الجانب الصيني دوماً ان تنفذ كل دولة قرارات مجلس الأمن المعنية بالملف النووي الإيراني، في شكل كامل ودقيق وجاد». وشدد على أن «الصين كانت دوماً صادقة في الوفاء بالتزاماتها الدولية في شكل كامل، وشاركت بفاعلية في الجهود الديبلوماسية في هذا الصدد». لكنه رفض نفي تورط شركات او مصارف صينية في نقل تكنولوجيا نووية الى ايران. يأتي ذلك بعد ما أوردت صحيفة «واشنطن بوست» ان الولاياتالمتحدة تشتبه بأن شركات صينية تساعد ايران على تحسين معرفتها في مجال الصواريخ وتطوير اسلحة نووية. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي: «زوّدنا الصين بعض المعلومات حول مخاوف محددة تتعلق بشركات صينية، وأكد لنا الصينيون انهم سيحققون» فيها. في غضون ذلك، اعتبرت الولاياتالمتحدة وإسرائيل ايران «أحد أضخم التحديات في الشرق الأوسط الآن». جاء ذلك في بيان اصدرته الخارجية الأميركية، بعد اجتماع في نيويورك بين جيمس ستاينبرغ نائب وزيرة الخارجية الأميركية، ودانيال أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، في اطار «الحوار الاستراتيجي» بين البلدين. وأشار البيان الى ان «تمادي ايران في عدم احترام واجباتها الدولية إزاء برنامجها النووي، ودعمها المستمر لمنظمات ارهابية، هما موضع قلق خطر لبلدينا ولمجمل المجتمع الدولي». وأضاف ان «مواصلة الجهود من المجتمع الدولي للرد على ما تقوم به ايران، سواء من خلال الضغط أو من خلال عرض الحوار، أمر ضروري من اجل تعديل المنطق الاستراتيجي لإيران، وللحؤول دون امتلاكها قدرة نووية عسكرية». تزامن ذلك مع تأكيد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي ان «لا مبرر لحصول (ايران) على سلاح نووي»، داعياً اياها الى التقاط «غصن الزيتون» الذي يمده لها الرئيس الأميركي باراك اوباما. وتساءل خلال محاضرة في جامعة هارفرد الأميركية: «من يهدد ايران؟ لا ارى أي تهديد داهم». في اسطنبول، توقّع الخبير مارك فيتزباتريك في «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» الذي يتخذ لندن مقراً له، ان يشهد النزاع حول الملف النووي الإيراني «أزمة مفتوحة وصريحة خلال سنة». وقال: «اخشى ألا تعبر ايران الخط (الأحمر)، لكن ان تسيء حساب مدى قربها من تجاوز الشرارة الإسرائيلية. لا أدري إذا كانت ايران تعرف أين تقع الشرارة الإسرائيلية، ولا اذا كانت اسرائيل تعرف اين تقع شرارتها». الى ذلك، اعلن منجم «روسينغ» لليورانيوم في ناميبيا الذي تملك ايران 15 في المئة منه منذ العام 1975، أنه يدرس سبل التصرف في حصة طهران، في ضوء القرار 1929 الذي يحظّر بيع أي حصص في مناجم اليورانيوم لإيران. في طهران، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال استقباله نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز، ان «تأثير الشعب الإيراني في المنطقة تزايد، على رغم الضغوط التي يمارسها نظام الهيمنة على ايران». واعتبر ان «المواقف التقدمية والأخوية لفنزويلا في التنديد بالحظر الذي فرضته القوى المتغطرسة على الشعب الإيراني، تظهر عمق العلاقات الوثيقة بين البلدين». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن تشافيز تأكيده ان «فنزويلا ستقف في كل الظروف الى جانب الشعب الإيراني».