نفى «التحالف الوطني» العراقي، أمس، امتناعه عن زيارة المرجع الشيعي الأعلى آيه الله علي السيستاني، وأكد أن «التحالف لا يزال كما كان يستظل بخيمة المرجعية العليا ويستنير بإرشاداتها»، فيما أعلن «تحالف القوى العراقية» أنه سيقدم مقترحاته في شأن التسوية إلى المبعوث الأممي خلال أيام. وكان ممثل السيستاني حامد الخفاف أعلن أول من أمس، أن «رئاسة التحالف الوطني والوفد المرافق لها طلبت موعداً للقاء سماحة السيد علي السيستاني الذي اعتذر عن لقائهم كما هي عادته منذ سنوات، للأسباب ذاتها التي دعته إلى مقاطعة القوى السياسية»، مشيراً إلى أن «التحالف الوطني أراد زج المرجعية في موضوع التسوية وسماحة السيد السيستاني لا يرى مصلحة في ذلك». وقال «التحالف الوطني» في بيان أمس، إن مواقع التواصل الاجتماعي تناولت في الأيام الماضية «ردوداً وكلمات تخص زيارة وفد التحالف الوطني للنجف الأشرف، إلا أننا ننفي صدور أي رد أو بيان بهذا الخصوص من التحالف الوطني». وأضاف أن التحالف «لا يزال كما كان يستظل بخيمة المرجعية العليا ويستنير بإرشاداتها متى ما رأت المصلحة في بيان الموقف، ولن يتقوّل عليها أو يستغل اسمها في مجمل نشاطاته ومشروعاته»، مشيراً إلى «أننا سنبقى المدافع الأمين عن حقوق الشعب العراقي ومكتسباته المشروعة». من جهته، أصدر المتحدث باسم كتلة «المواطن» المنضوية في التحالف، حبيب الطرفي، توضيحاً بشأن ترتيبات لقاء وفد التحالف بالمرجع السيستاني. وكان بعض وسائل الإعلام المحلية نقل عن الطرفي أن «وفد التحالف بزعامة رئيس التحالف عمار الحكيم الذي زار النجف لم يكن على جدول أعماله لقاء المرجع السيستاني». وقال الطرفي في بيان، إن «وفد التحالف الوطني برئاسة الحكيم رئيس التحالف الوطني العراقي قد تواصل مع المراجع على شرح خطواته وأولوياته ومن ضمنها شرح مشروع التسوية الوطنية التي ذكرها الوفد في طيات الشرح لإطلاع المراجع عليها من دون وجود أي رغبة في إحراجهم أو إقحام المرجعية في موضوع سياسي تتحمل القوى السياسية بنفسها مسؤوليته». وأضاف أن الوفد كان «سيتشرف» بلقاء السيستاني «لو كانت ظروف سماحته تسمح بذلك». وتابع الطرفي أن «المرجعية العليا تبارك أي خطوة فيها مصلحة للعراق وشعبه في بناء بلدهم وحقن دمائهم ووحدة صفهم». وكان وفد من «التحالف الوطني» برئاسة زعيمه عمار الحكيم توجّه الجمعة الماضي إلى مدينة النجف والتقى المراجع هناك باستثناء السيستاني الذي اتخذ سابقاً قراراً بعدم لقاء الشخصيات السياسية والمسؤولين في الحكومة العراقية. إلى ذلك، أعلنت النائب عن «تحالف القوى العراقية» زيتون الدليمي، أن التحالف سيقدم ورقة التسوية الخاصة به للمبعوث الأممي يان كوبيتش وسيستلم ورقة التحالف الوطني مع استئناف عقد البرلمان جلساته في العاشر من الشهر الجاري. وقالت الدليمي في تصريح صحافي، إن «ورقة التسوية التي سيقدمها التحالف وصلت إلى مراحلها النهائية بعد تضمينها أبرز الملاحظات المهمة والتي نعتقد أنها ستكون ذات منفعة عامة وتصب في بوتقة المصالحة الحقيقية». وأضافت أن «حسم التسوية والخروج بنتائج مرضية هي قضية معقدة وصعبة وبحاجة إلى إرادة حقيقية تنبع من الداخل العراقي من دون حاجة إلى أي إملاءات أو تدخلات خارجية»، لافتة إلى أن «وجود الأممالمتحدة كضامن للتسوية سيعطيها دافعاً إيجابياً لعدم تكرار السيناريوات التي سبقتها بالأوراق والمواثيق السابقة».