في اليوم الثاني من استئناف عمليات تحرير الموصل والمناطق المحيطة بها، حقق الجيش تقدماً ملحوظاً في أحياء المدينة وخارجها. وقال قائد «الفرقة الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن معن السعدي أمس: «تمكنا من التقدم وتمت السيطرة على حي القدس الأول بالكامل، وسيتم إعلان استعادة القدس الثاني خلال ساعات». وأشار إلى «تقدم الشرطة الاتحادية في المحور الجنوبي لإدامة التماس مع قطعاتنا والتصدي للعربات المفخخة، واستئناف التقدم في ما تبقى من مناطق الساحل الأيسر». وأوضح أن «طيران التحالف يقدم الإسناد اللازم، بالإضافة إلى الإسناد الجوي للقوة الجوية العراقية في كل المحاور»، وزاد: «في اللحظات الأولى لانطلاق العمليات أمس (أول من أمس) وخلال دقائق، تقدمنا أكثر من 500 متر، وتمت استعادة 43 حياً حتى الآن من أصل 56». وأفاد الفريق الركن عبد الأمير يارالله، قائد عمليات «قادمون يا نينوى» في بيان، أن «قطعات المحور الشمالي تمكنت من تحرير معمل أدوية الحكماء وبعويزة جنوب قضاء تلكيف، ورفعت العلم العراقي فوق مبنى المعمل بعد تكبيد الإرهابيين خسائر في العدة والعديد». ويأتي هذا التقدم في إطار خطة استكمال الطوق على بلدة تلكيف من جهة الموصل وقطع إمدادات «داعش» بينهما. وأكد مصدر عسكري «إحباط اللواء 73 هجوماً تعرضياً شنه داعش الإرهابي بأسلحة مختلفة على مواقعه في حي الفلاح». وأوضح أن «الإرهابيين شنوا الهجوم من حي السكر القريب الذي ما زال يخضع الى سيطرتهم». وأعلن الفريق الركن رائد جودت، قائد قوات الشرطة الاتحادية إحراز «تقدم في المحور الشرقي (الجانب الأيسر من الموصل) للمرة الأولى، بالاشتراك مع الجيش وقوات مكافحة الإرهاب»، وأضاف: «بدأنا قصف دفاعات الإرهابيين في الجانب الأيسر»٬ مشيراً إلى أن «قطعات الفرقة الخامسة من الشرطة الاتحادية تواصل توغلها في مناطق جديدة المفتي والانتصار والوحدة والقدس والسلام. و تم تدمير عربة مفخخة بإسناد طيران الجيش في حي الوحدة، إضافة إلى قتل القيادي في داعش الإرهابي عمار هويدي، كما تم تدمير عربة مفخخة وقتل ستة إرهابيين، بينهم قناص في حي الانتصار، حيث قتلت الشرطة ثلاثة من قادة الإرهابيين وهم: أبو خطاب وأبو ياسين ومعاوية خلال تقدمها»، وزاد أن «الشرطة تجلي مئات العائلات من حي الانتصار وقرية شهرزاد٬ وتنقلها إلى المخيمات». من جهة أخرى أفادت معلومات صحافية من داخل الموصل، بأن «داعش أجلى عائلات المهاجرين من أربعة أحياء غرب الموصل، بينها حي النفط، ونقلها إلى جهة مجهولة» ورجحت أن «يكون ذلك تحضيراً لفرار جماعي مع اقتراب معركة تحرير الساحل الأيمن للمدينة». ويطلق «داعش» على مقاتليه العرب والأجانب «المهاجرين»، ويحظون بكثير من الامتيازات ويتولى معظمهم مناصب قيادية رفيعة، ويطلق على مسلحيه المحليين «الأنصار». وأعلن مسؤول إغاثي عراقي، أن مئات المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، فروا من الموصل بعد تجدد المعارك. وقدر أياد رافد، عضو جمعية الهلال الأحمر، أن عدد الفارين الأحياء الشرقيةوالجنوبية ب «نحو ألف وخمسمئة مدني معظمهم من النساء والأطفال نزحوا باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية»، لافتاً إلى أن «فرق وزارة الهجرة، بالتنسيق مع قوات الأمن، جهزت حافلات وعربات تابعة للجيش ونقلتهم إلى مخيمات الإيواء في الخارز، وإلى القيارة وقدمت إليهم المستلزمات الإغاثية العاجلة من ماء وغذاء ودواء».