أعلنت «الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير جنوب السودان»- الجناح المنشق عن الرئيس سلفاكير ميارديت أمس، اختيار نائب رئيس البلاد المُقال، زعيم المتمردين رياك مشار رئيساً لها، وقائداً عاماً للجيش الشعبي، في خطوة ترجح توجه الأخير نحو تأسيس حزب وجيش موازٍ. وعُقد مؤتمر استشاري للحركة الشعبية أول من أمس، في إحدى المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو مشار في ولاية الوحدة، بمشاركة عدد من الأحزاب الجنوبية والقوى المدنية، وأسر ضحايا وناجين من الأحداث الأخيرة في جوبا. ودعا بيان صدر في ختام المؤتمر إلى «ضرورة إقامة نظام فيدرالي للحكم وتحقيق تطلعات شعب جنوب السودان»، مطالباً بإعادة هيكلة دولة جنوب السودان من خلال إنشاء هيكل جديد للحكم وفق مبادئ الديموقراطية والدستور الاتحادي الموقت، وإصلاح الخدمة العامة والحفاظ على استقلالية القضاء وإصلاح قطاع الأمن واعتماد الترتيبات الأمنية اللازمة الموقتة. ورفض متمردو جنوب السودان أمس، اتهامات الاممالمتحدة لهم بقتل مئات المدنيين في أعمال «تطهير إثني» بعد سيطرتهم على مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط الاسبوع الماضي. وحمّل المتمردون المسؤولية للقوات الحكومية، إلا أن قائداً عسكرياً متمرداً اعترف بأن القتلى السودانيين في بانتيو هم مقاتلون من «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور، وليسوا تجاراً سودانيين. وقال الناطق باسم المتمردين لول رواي كوانغ في بيان إن «قوات الحكومة وحلفاءها ارتكبوا هذه الجرائم المشينة اثناء انسحابهم». وأضاف: «المزاعم بشأن مسؤولية قواتنا بلا أساس، وليست إلا دعاية رخيصة». إلا أن قائد القوة المتمردة التي سيطرت على بانتيو الجنرال جيمس كوانغ شول اعترف بأن مَن قُتلوا مسلحون تابعون ل «حركة العدل والمساواة»، كانوا يقاتلون إلى جانب قوات سلفاكير. وأضاف أنه لم يكن في بانتيو بعد دخولهم إليها أي من المدنيين أو التجار السودانيين، الذين فروا في الأسابيع الأولى من كانون الثاني (يناير) الماضي، إثر اندلاع العنف هناك. واعترف شول بقتل سودانيين مسلحين، كانوا يقاتلون إلى جانب قوات سلفاكير. على صعيد آخر، أعلن الجيش السوداني استعادة خمس مناطق من متمردي «الحركة الشعبية- الشمال» في ولاية جنوب كردفان وتحرير 7500 مواطن من قبضة المتمردين، بينما بدأ طرفا النزاع جولة جديدة من المحادثات في العاصمة الأثيوبية أديس ابابا. وقال الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد، إن الجيش استعاد مناطق الزلطاية الشرقية والزلطاية الغربية، سرف فلاتة، تِندمُن، وتاجِلبُو في ولاية جنوب كردفان ضمن إطار المرحلة الثانية من خطة «الصيف الحاسم» ل «تطهير» الولاية من حركات التمرد. وأوضح سعد إن الجيش شنّ «هجوماً كاسحاً» على مناطق التمرد مكبداً إياهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، لافتاً إلى أن المناطق المحررة غنية بالذهب وأن الجيش فتح طرقاً وممرات آمنة للمواطنين. وأعلن حاكم ولاية جنوب كردفان آدم الفكي، «تحرير القوات الحكومية 7500 مواطن، في الأيام القليلة الماضية، من قبضة التمرد». وأوضح أن «الحكومة تطرح، على رغم عملياتها العسكرية الناجحة وتحريرها للمواطنين، خيار السلام على الطاولة»، داعياً جميع حاملي السلاح في المنطقة إلى تسليم أنفسهم إلى مواقع القوات الحكومية. إلا أن الناطق الرسمي باسم متمردي «الحركة الشعبية –شمال»، أرنو نقولو لودي، قال في بيان إن المرحلة الثانية من الحملة الصيفية للقوات الحكومية أدّت إلى نزوح 70 ألف مواطن في محافظة رشاد من قرى تومي، وتنقالو، والمنصور، وكالوبا، وكلارو، وطراوة، وتندمن، وتاجلبو، وزلطايا. وانطلقت مساء أمس جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة السودانية و «الحركة الشعبية – الشمال» لتسوية النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بعد انهيار خمس جولات سابقة. وقال نائب رئيس الوفد الحكومي المفاوض عمر سليمان، إن وفدهم سيحمل دعوة الرئيس عمر البشير الى المتمردين للمشاركة في حوار وطني للمصالحة. وأوضح سليمان أن وفد الحكومة سيعرض مسارات أمنية وإنسانية وسياسية. وقال إن الاتفاق حول المسار الأمني يوقف النار ويسمح للمنظمات بإيصال الغذاء والدواء إلى المتضررين.