لندن، بروكسيل - «الحياة» – شهدت حركة النقل في غرب اوروبا اضطرابات كبيرة امس، في ظل اضراب عمال السكك الحديد في بلجيكا ادى الى توقف خدمتي قطارات «يوروستار» من لندن الى بروكسيل مروراً بباريس، اضافة الى قطارات «تاليس» التي تربط بلجيكابفرنسا وألمانيا وهولندا. يأتي ذلك عشية تجديد النقابات الفرنسية دعوتها الى الإضراب اليوم، ما دفع الى تقليص حركة النقل الجوي من المطارات الفرنسية وإليها. ويتوقع ان تلغي شركات الخطوط الجوية الفرنسية والعالمية خمسين في المئة من الرحلات في مطار «اورلي» الباريسي، اضافة الى إلغاء 30 في المئة من الرحلات في سائر المطارات الفرنسية. وواصل عمال المصافي اضرابهم في اطار الاحتجاجات على خطة الحكومة رفع سن التقاعد من 60 الى 62 سنة، ما أدى الى شح في امدادات الوقود الى مطاري رواسي وأورلي، فيما بدأ أصحاب السيارات يشكون من عدم امكان تعبئة خزانات سياراتهم في المحطات. ويتوقع ان يطاول الإضراب في فرنسا اليوم، قطاعات عدة، مثل المدارس والمستشفيات والدوائر الحكومية، فيما أمر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وزارة الداخلية بتفعيل «مركز الأزمات الوزاري» لضمان «استمرار امدادات الوقود» في البلاد. ولبى سائقو الشاحنات نداء النقابات، فأغلقوا بشاحناتهم منافذ مستودعات نفطية وعرقلوا حركة السير بالسير ببطء في الطرق السريعة، ما تسبب في ازدحام شديد. ومع اشتداد الأزمة في قطاع النقل الاستراتيجي، اندلعت اعمال عنف في محيط عدد من الثانويات في انحاء فرنسا امس، بعدما نزل طلاب الى الشوارع ورددوا هتافات ضد ساركوزي، ورشقوا رجال الشرطة بالحجارة وقنابل المولوتوف. وتدخلت عناصر مكافحة الشغب لردع هؤلاء الذين وصفتهم السلطات ب «المخربين». وبعد اسبوع من تعبئة غير مسبوقة منذ بداية الاحتجاجات على اصلاح نظام التقاعد، تشبثت النقابات بمواقفها، مدعومة من احزاب اليسار والوسط، في محاولة لإرغام مجلس الشيوخ على تعليق التصويت على مشروع القانون. في المقابل، جدد رئيس الوزراء فرانسوا فيون تأكيده ان التصويت «سيتم» على رغم «الأزمة الاجتماعية». واعتبر ان «حق الإضراب مقبول لكن حق تعطيل البلاد مرفوض». وعقد ساركوزي أمس، اجتماعاً مصغراً في قصر الأليزيه للنظر في التصدي للإضرابات والتظاهرات من دون التراجع عن قانون اصلاح نظام التقاعد الخطوة الإصلاحية الأساسية في عهده. وأعلن الناطق باسم الحزب الاشتراكي (المعارض) بنوا امون ان الأسبوع الحالي «سيكون حاسماً»، داعياًَ الفرنسيين الى «عدم الاستسلام» امام الخطاب الصارم الصادر عن السلطات وإلى التظاهر في هدوء.