أجلت مصر أمس (الخميس) دعوة مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار يطالب إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني لتفادي موافقة مجلس الأمن الدولي بطلب مباشر من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي دعته إسرائيل إلى التدخل بعد أن علمت أن إدارة باراك أوباما تعتزم السماح بصدور القرار. يأتي ذلك في ما قال ديبلوماسيون إن نيوزيلندا وفنزويلا وماليزيا والسنغال أبلغت مصر أنها إن لم توضح بحلول منتصف ليلة أمس موعد التصويت فإن هذه الدول تحتفظ بحق طرح هذه الدعوة. وصرح مسؤول إسرائيلي كبير بأن الحكومة الإسرائيلية طلبت من ترامب ممارسة ضغوط بعد أن فشلوا في إقناع المسؤولين الأميركيين باستخدام حق النقض (فيتو) لمنع التصديق على مسودة القرار وأنهم طلبوا منه التدخل. وقال مسؤولان غربيان إن إدارة أوباما كانت تعتزم الامتناع عن التصويت. وأرسل ترامب بعد ذلك تغريدة يدعو فيها لاستخدام «الفيتو» الأميركي وتحدث هاتفياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي اتخذ خطوة مفاجئة حين طلب من الوفد المصري تأجيل التصويت الذي كان مقررا أمس على مسودة القرار التي طرحها. وقال المسؤول إن الحكومة الإسرائيلية تقدر جهود ترامب، موضحاً أنه مع قرب انتهاء ولاية أوباما تشعر إسرائيل بالقلق من أن تطرح دولة أخرى مسودة القرار التي تدين الاستيطان اليهودي قبل أن يغادر الرئيس الأميركي منصبه في 20 كانون الثاني (يناير). وكانت نيوزيلندا وفنزويلا وماليزيا والسنغال أنذرت مصر في مذكرة أنه «في حال قررت مصر أنه لن يمكنها المضي في الدعوة لإجراء تصويت اليوم، أو إذا لم تقدم رداً قبل انقضاء ذلك الموعد فإن هذه الوفود تحتفظ بالحق في تقديم المشروع... والتحرك لإجراء تصويت عليه بأسرع ما يمكن». وكان الفلسطينيون طرفا أيضاً في المذكرة التي قالت «هناك شعور قوي بخيبة الأمل» لعدم تصويت مجلس الأمن على كما كان مزمعاً. ومن جهته، قال مكتب الرئيس المصري إن السيسي تحدث مع ترامب أمس وتطرقاً في المحادثات إلى مشروع القرار المصري في مجلس الأمن الدولي في شأن الاستيطان، واتفقا على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأميركية الجديدة التعامل في شكل متكامل مع أبعاد القضية الفلسطينية كافة بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية».