خرج وزراء الإعلام لدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي من الدورة ال11 للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام، الذي غابت عنه أربع دول هي لبنان وليبيا وموزنبيق وغنيا بيساو، بعدد من التوصيات أطلق عليها اسم «إعلان جدة» في اختتام أعمال المؤتمر أمس. وتضمن إعلان جدة تسعة بنود، من أهمها التأكيد على أهمية التصدي للحملة الشرسة التي تشن على الدين الإسلامي والجاليات المسلمة، ولا سيما في ما يتعلق بقضية «الإسلاموفوبيا»، أو ظاهرة التخويف من الإسلام، والتأكيد على أن معالجة «الإسلاموفوبيا» تنطلق من أهمية تبيان حقيقة الدين الإسلامي السمح بطريقة مدروسة وفعالة أمام المتلقي الأجنبي. واستنكر وزراء الإعلام العمل الإجرامي الذي أقدمت ميليشيا الحوثي ومن يقف وراءها، من إطلاق صاروخ «بالستي» تجاه مكةالمكرمة، الذي اعترضته قوات الدفاع الجوي بالسعودية ودمرته قبل وصوله، من غير أضرار. وقال الوزراء في إعلانهم إن عمل الحوثي إجرامي، وفيه تعد صارخ على مشاعر المسلمين واستهانة بمقدساتهم، كما يعد تعدياً على سيادة السعودية، وأكدوا على ما ورد في البيان الختامي للاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول هذه المنظمة في اجتماعهم الذي عقد بمكةالمكرمة في jشرين الثاني (نوفمبر) 2016، الذي طالب بوقفة جماعية ضد هذا الاعتداء الآثم، ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه بالسلاح، بوصفه شريكاً ثابتاً في الاعتداء على مقدسات العالم الإسلامي، وطرفاً واضحاً في زرع الفتنة الطائفية وداعماً أساسياً للإرهاب. كما شملت بنود «إعلان جدة» التأكيد على أهمية التعاون بين الدول الأعضاء في تطوير الآليات الإعلامية لمحاربة ظاهرة الإرهاب، والتنديد بكل مظاهر العنف والتطرف والغلو والإرهاب التي تشوه الرسائل النبيلة للثقافات الإنسانية. وأشادوا بالدور المميز لوسائل الإعلام بالبلدان الإسلامية في فضح العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وحثوها على الاستمرار في إبراز الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني ونصرته حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وجلاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي العربية، لافتين إلى الالتزام بدعم كل الجهود المبذولة لأجل تحقيق الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني. وشدد الإعلان على أهمية دور الإعلام القائم على المبادئ الإسلامية، والخطاب المعتدل في المواجهة الحازمة والناجحة للحملات الإعلامية، التي تسعى إلى المساس بالمقدسات الإسلامية، وإشاعة الكراهية والتمييز ضد المسلمين، والخلط بين الإسلام دين السلام والرحمة وبين ظاهرة العنف والإرهاب. ودعا الوزراء إلى جعل إعلام الدول الأعضاء خادماً للحقيقة، ويعبّر عن هموم وانشغالات مواطني الدول الأعضاء، ويتحلى بأقصى قدر من المهنية والموضوعية.