يعتبر الكثيرون أن معظم الفنانين الناجحين بدؤوا في سن مبكرة لذلك استطاعوا أن يبلغوا النجاح والتقدم في حياتهم، لكن في بعض الاحيان قد لايرتبط الظهور الفني الناجح بعمر الفنان. ويوجد في الوسط الفني المصري عدد من الفنانين اكتسبو شهرة في وقت متأخر، ولم تأتهم الا في الكبر، بسبب اعتمادهم على أدوار كومبارس وهي أدوار صغيرة في مشاهد وأفلام ساعدت في تأخير شهرتهم، وفق ما ذكر موقع "هافينعتون بوست" سيد رجب بدأ الفنان مسيرته في بداية الثمانينات بمشاركى في أدوار صغير بالمسرح، وظل رجب أعوام عدة يمثّل في المسرح التجريبي، الذي تعلّم فيه الكثير من تمثيل، وغناء، ورقص استعراضي، وحكي، وفاز بالكثير من الجوائز عن بعض أدواره. وتعرّف الجمهور عليه للمرة الأولى في 2009، برؤيتهم له في دور "المعلم سراج"، بفيلم "إبراهيم الأبيض". وكان دوره يقتصر على مشهد قصير جداً، ولكن بعد مقابلة مخرج الفيلم مروان حامد له تمهيداً لبدء العمل، أثار أداؤه إعجابه، وكان هذا سبباً مباشراً لبداية شهرته. بيومي فؤاد درس الفنان بيومي الفنون الجميلة بناءً على رغبة والده، الذي كان يعمل موظفاً بالكلية، وكانت انطلاقته الفنية بالتمثيل على مسرح الكلية منذ السنة الدراسية الأولى، وبعد تخرجه عمل في البداية بالإعلانات التلفزيونية، والتحق بورشة مركز الإبداع الفني في الأوبرا، التي يشرف عليها المخرج خالد جلال، وتخرّج ضمن الدفعة الأولى لها عام 2005. وظهر بيومي فؤاد متأخراً بسبب كسله الدائم في تعلّم التمثيل بشكلٍ مهنيّ، إضافة إلى استشعاره الحرج من وضعه في مقارنة مع الآخرين في تجارب الأداء، ولكنه تجاوز هذا الشعور، بعدما ظهر في سن ال 40 بفيلم "حليم" مؤدياً دوراً صامتاً لشخصية الموسيقار المصري أحمد فؤاد حسن، واستمر بعد ذلك في الظهور بأدوار صغيرة. حسن حسني يفسر حسني تأخر شهرته باتجاهه للعمل في المسرح العسكري كممثل معين، والذي كان جمهوره من الجنود، والضباط فقط، مما أدى إلى عدم معرفة الجمهور به فترة طويلة، وبعد إلغاء المسرح العسكري العام 1967، انتقل إلى مسرح الدولة وشارك في عروض مسرحية مثل "آه يا ليل يا قمر"، و"العرضحالجي"، و"أنت اللي قتلت الوحش"، ولكنه لم يكن حاضراً على شاشات التلفزيون المصرية، نتيجة انشغاله بالمشاركة في المسلسلات التي تُنتج في دول الخليج، والتي لم تكن تحظى بالانتشار في مصر. وبدأت شهرة الفنان حسن حسني بعد مشاركته في مسلسل "بابا عبده" العام 1979، مع الفنان عبد المنعم مدبولي، وأصبح بعدها أحد نجوم الدراما. وظهر في السينما بعد بلوغه سن ال 51، في فيلم "سواق الأوتوبيس" العام 1982. خالد صالح قدم الفنان الراحل مجموعة من الشخصيات الواقعية التي نجح من خلالها في أن يصل إلى قلوب الجماهير بسهولة، وعلى رغم بطء خطواته في حياته الفنية، فإنه استطاع في نهاية المشوار أن يصل للنجاح، وكانت البداية بعمله "كومبارساً صامتاً" على مسرح الهناجر سنوات طويلة، وبعدها عمل مساعد مخرج في المسرح نفسه. وفي عام 2002، ابتسم الحظ لخالد صالح بعد مشاركته في مشهد واحد من فيلم "محامي خلع"، ولكن النقاد أشادوا بدوره؛ لاستطاعته أن ينتزع الضحكة من الجمهور في صالات السينما، وأتت بعد ذلك النقلة الأكبر بمشاركته مع الفنان أحمد السقا في فيلم "تيتو" عام 2004، ووصفه السقا قبل عرض الفيلم بأنه "موهبة قنبلة". وبالفعل، توالت عليه العروض بعد ذلك للمشاركة في أفلام عدة. ليلى عز العرب لم يمنعها عن بدايتها الفنية مبكراً سوى رفض والدها بشكل قاطع دخولها الوسط الفني، وظلت تقوم بمحاولات كثيرة ولكنها قوبلت جميعاً بالرفض. وفي وقت متأخر أخذها الحنين إلى حلمها القديم بالعمل في مجال التمثيل، وبدأت بالفعل في الحصول على دورات تدريبية بقصر السينما، وتتلمذت هناك على يد الفنان المصري الراحل سعد أردش. وكان أول دور حصلت عليه بعد تخرجها من هذه الدورات، "كومبارس" صامتاً في فيلم "معالي الوزير"، بطولة الفنان الراحل أحمد زكي، وإخراج الدكتور سمير سيف، وأدت بعد هذا الفيلم مجموعة أدوار صغيرة جداً في أفلام أخرى، مما جعلها تتعرض لانتقادات لاذعة من أسرتها، ولكنها لم تستسلم لشعورها بأنها بدأت رحلة تحقيق حلم حياتها. وكانت بداية مسيرتها الفنية الفعلية في سن ال 54، بظهورها في مشهد مهم ومؤثر في مسلسل "الأصدقاء" العام 2002، وكان هذا المشهد سبباً لمشاركتها بعد عامين في فيلم "إسكندرية نيويورك"، مع المخرج الراحل يوسف شاهين، وانقطعت بعدها عن التمثيل عدة سنوات، لتعاود الظهور في 2009. لطفي لبيب تميز الفنان لبيب بأدائه التلقائي وكوميديته الساحرة. ويُرجع سبب بدايته الفنية المتأخرة إلى تجنيده ستة أعوام، ثم سافر بعدها ليعمل خارج مصر أربعة أعوام، وبعد عودته بدأ رحلته مع الفن العام 1981 بمشاركته في مسرحيات عدة. وكان الظهور السينمائي الأول له في سن ال 37، بفيلم "المشاغبون في الجيش" العام 1984، وشارك بعده في أفلام عدة. ولكن شهرته أخذت في الانتشار بشكلٍ واضح بعد مشاركته بفيلم "السفارة في العمارة" العام 2005.