تواجه متظاهرون ملثمون الاحد في كراكاس بالحجارة والزجاجات الحارقة مع عناصر من قوات مكافحة الشغب استخدموا ضدهم قنابل مسيلة للدموع وخراطيم مياه ورصاصاً مطاطياً، وقام محتجون بإحراق دمى للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وطالب متظاهرون "بإحياء" الديمقراطية. وجرت المواجهات في تشاكاو الضاحية الميسورة شرق العاصمة والتي تضم مقر الاممالمتحدة حيث توجهت قبل ساعات تظاهرة مناهضة لنظام مادورو الذي يواجه منذ أكثر من شهرين حركة احتجاجية شديدة. ورغم توجه ملايين الفنزويليين إلى شواطئ الكاريبي وانضمامهم للتجمعات العائلية بمناسبة عيد القيامة سعى المتظاهرون من الطلاب لمواصلة حركتهم الاحتجاجية المستمرة منذ نحو ثلاثة أشهر بمظاهرات ذات سمة دينية. وعند العصر قطعت مجموعة من المتظاهرين الملثمين جادة رئيسية في تشاكاو والطرق المؤدية اليها مستخدمة من اجل ذلك كل ما عثرت عليه مثل هيكل محطة للحافلات اقتلعته من قاعدته والواح معدنية واغطية مجارير الصرف. وردت الشرطة باطلاق الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه في الوقت الذي قام فيه سكان بقرع الأواني من النوافذ كأحد أشكال الإحتجاج. وقام بعض الجيران بالقاء زجاجات مياه وأكياس أرز من الشرفات للطلاب. وكتب رئيس بلدية تشاكاو رامون موتشاتشو على موقع "تويتر" ان المواجهات اوقعت ثمانية جرحى غير ان ايا منهم لم يصب بالرصاص. من جهة أخرى تم إحراق صور للرئيس مادورو وبعض عناصر ادارته في عدد من شوارع كراكاس، في اشارة الى تقليد خاص بعيد الفصح في فنزويلا حيث يتم احراق دمى على شكل يهوذا الذي سلم يسوع المسيح بحسب التقليد المسيحي. وكان مئات المعارضين تظاهروا في وقت سابق من يوم احد عيد الفصح في العاصمة للمطالبة ب"قيامة الديموقراطية" والاحتجاج على مادورو. ورفع المتظاهرون اعلام فنزويلا وساروا الى مقر الاممالمتحدة حيث اقام طلاب منذ اكثر من شهر مخيما يضم اكثر من مئة خيمة احتجاجا على ادارة الرئيس للبلاد. وقالت خينيسيس ريفيرون الطالبة العشرينية "سئمت تجاوز الحكومة لصلاحياتها، وهي تحمل دمية تمثل مادورو المسؤول على حد قولها "عن سوء الادارة حيث يسجل ارتفاع شديد في التضخم وانعدام الامن". وقالت مارتا رودريغيز الموظفة في ال48 من العمر وهي تلف علما حول عنقها انها جاءت للتظاهر مع عائلتها احتجاجا على "مستقبل بلادنا الغامض ومن اجل عودة الديموقراطية". وتجمع المتظاهرون بدعوة من حزب "الارادة الشعبية" الجناح الراديكالي للمعارضة الذي اعتقل زعيمه ليوبولدو لوبيز في 18 شباط/فبراير. وشارك في التظاهرة رئيس بلدية كراكاس انتونيو ليديزما المؤيد مثل ليوبولدو لوبيز لمواصلة التظاهرات في الشارع لتشديد الضغط على مادورو ودفعه الى الاستقالة. كما شاركت فيها النائبة السابقة من المعارضة ماريا كورينا ماتشادو. وتشهد فنزويلا منذ 4 شباط/فبراير موجة احتجاجات اطلقها طلاب من سان كريستوبال (غرب) احتجاجا على انعدام الامن قبل ان تمتد الى مدن اخرى وتوسع مطالبها حيث باتت تحتج على القمع وعلى نسبة تضخم سنوية قدرها 57,3% وانقطاع مواد اساسيية من الاسواق، وتطالب باطلاق سراح المعارضين المعتقلين. واسفرت التظاهرات التي تراجع حجمها مؤخرا عن مقتل 41 شخصا واصابة اكثر من 600 فيما تم اعتقال مئة شخص. وهذه اسوأ اضطرابات تشهدها فنزويلا منذ عشرة اعوام.