أكد الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم، توجه فريق روسي إلى أنقرة للتحقيق في حادث اغتيال سفير بلاده لديها آندريه كارلوف، أمس، على يد شرطي تركي، فيما رجّح مسؤولون أتراك وقوف جماعة المعارض فتح الله غولن، المتهم بتدبير الانقلاب الفاشل، وراء الحادث. ورجح رئيس بلدية أنقرة مليح غوكتشيك، المعروف بصراحته، على حسابه في «تويتر»، أن يكون «المهاجم مرتبطا بجماعة الداعية الاسلامي فتح الله غولن المقيم في الولاياتالمتحدة والذي حملته السلطات التركية مسؤولية محاولة الانقلاب في 15 تموز (يوليو) الماضي». وكررت الصحافة الموالية للحكومة تصريحاته، مشيرة الى ان «أنقرة تعتبر جماعة فتح الله غولن وراء الهجوم». وكتبت صحيفة «ستار» أن «هجوماً على الصداقة تشنه منظمة فتح الله غولن الارهابية الغادرة (...) إنها رصاصة من منظمة غولن الارهابية». وقالت صحيفة «حرييت» التركية المعارضة إن السلطات تحقق في روابط محتملة بين القاتل وحركة «غولن»، مضيفة أنها «تركز في شكل خاص على الصداقات التي اقامها ألطنطاش (الشرطي القاتل) في كلية الشرطة». يجدر بالذكر أن مؤيدي غولن أصدروا بياناً يرفضون فيه اي علاقة بالاغتيال. وأوضحت «حرييت» ان المنفذ مولود ميرت ألطنطاش الذي كان يعمل لدى وحدة مكافحة الشغب في شرطة انقرة منذ سنتين ونصف السنة، نزل في احد الفنادق القريبة من اجل التحضير للهجوم، وأضافت أنه كان في مأذونية وارتدى بزة وربطة عنق وحلق ذقنه في الفندق قبل التوجه الى مركز المعرض، ثم قامت الشرطة بقتله بعد تبادل اطلاق نار استمر اكثر من 15 دقيقة. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية الرسمية عن بيسكوف قوله إن «مجموعة من 18 شخصاً من الخارجية ومكتب التحقيقات والأجهزة الخاصة أُرسلوا في اطار التحقيق في الاغتيال (...)، طبقا للاتفاق الذي جرى التوصل اليه بين الرئيسين الروسي والتركي خلال مكالمتهما الهاتفية». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس على إرساله في أقرب وقت مجموعة للتحقيق في اغتيال السفير». وتمكنت قوات الأمن التركية من القضاء على المهاجم ألطنطاش، وهو عنصر من القوة الخاصة في شرطة أنقرة، وذكرت صحيفة «صباح» التركية للحكومة ان ألطنطاش (22 سنة) تسبب بإطلاق انذار جهاز رصد المعادن الامني عند دخوله المعرض في انقرة وهو يحمل مسدسه، لكن بعدما اظهر بطاقة الشرطة الخاصة به، سمح له بالمرور. وفي السياق قالت وكالة «دوغان» التركية للأنباء أنه جرى اعتقال 6 من محافظة آيدين، غرب تركيا، التي يتحدّر منها المنفذ ووضعوا قيد الحجز على ذمة التحقيق. واعتبرت الصحافة الروسية في مجملها اليوم أن اغتيال السفير لن يؤثر على العلاقات بين موسكووانقرة التي شهدت تقاربا كبيرا خلال الصيف بعد ازمة ديبلوماسية حادة استمرت حوالى سنة على خلفية النزاع في سورية. وكان البرلماني الروسي ليونيد سلوتسكي قال، أمس، إن «محادثات موسكو في شأن مستقبل سورية التي تضم إيرانوتركيا ستمضي قدماً (اليوم) على رغم مقتل السفير الروسي اندريه كارلوف في أنقرة». ويُعقد اليوم اجتماع بين وزير الخارجية التركي مولود تشاووش اوغلو ونظيريه الروسي سيرغي لافروف والايراني محمد جواد ظريف حول سورية.