قبل 3 سنوات ونصف، أُخبرت الشابة وداد عصفورة، أن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح، لحركة المقاومة الإسلامية "حماس″، محمد الضيف، يرغب بالزواج منها. ورغم يقينها بأن قبول "الضيف" زوجا لها سيجعلها مستهدفه من قبل إسرائيل، فإنها لم تأبه كثيرا لهذا المصير. ومنذ ذلك الوقت، حملت "عصفورة"، اسم "الضيف"، وأنجبت له الأبناء الذين طالما تمناهم. ووفقا لهذا التقرير من "رأي اليوم"، فإنه في مساء الثلاثاء، كانت "وداد" على موعد مع المصير الذي انتظرته، حيث راحت ضحية غارة إسرائيلية أودت بحياتها، برفقة ابنها "علي"، البالغ من العمر 7 شهور. وشيّع آلاف الفلسطينيين في مخيم جباليا، مساء اليوم الأربعاء، جثماني "وداد" و"علي"، بعد أداء صلاة الجنازة عليهما في مسجد الخلفاء الراشدين، وسط هتافات غاضبة. ولُفّ الجثمانان برايتين خضراوتين، فيما أطلق مسلحون عيارات نارية في الهواء. وأغارات طائرات إسرائيلية، مساء أمس، على منزل يعود عائلة الدلو وسط مدينة غزة؛ ما أدى إلى استشهاد 5 مواطنين بينهم زوجة القيادي الضيف (وداد) وابنه علي. واعترفت وسائل إعلام عبرية بأن القصف جاء كمحاولة لاغتيال قائد القسام، لكنها لم تشر أو تحدد مصيره فيما إذا كان القصف أدى لمقتله أم لا. وفي إشارة من حركة حماس، على فشل محاولة الاغتيال، قال الناطق باسمها سامي أبو زهري، في تصريح صحفي إنّ "مستوطني وسكان غلاف غزة"، (البلدات والمدن الإسرائيلية المحاذية للقطاع)، لن يعودوا إلى بيوتهم إلا بقرار من القائد العام لكتائب القسام "محمد الضيّف". وولدت "وداد مصطفى حرب عصفورة" في 4 نوفمبر/تشرين ثاني 1986، لأسرة تقطن في مخيم "جباليا" للاجئين شمال قطاع غزة. وحسب مصادر مقربة من حركة حماس، فإن "عصفورة"، كانت أرملة لقائد ميداني في كتائب القسام، يدعى بلال أبو قصيعة، قتل في مايو/أيار من عام 2006، حينما كان يبلغ من العمر (25 عاما). وتزوجها "الضيف"، في عام 2011، وسط اجراءات أمنية مشددة للغاية. وإلى جانب "الخوف من المصير المحتوم"، عانت "وداد"، من الوحدة والعزلة، على مدار سنوات زواجها من "الضيف"، بسبب الاجراءات الأمنية المشددة التي تحيط به. ويحتل الضيف (49 عاماً)، الرقم الأول في قائمة الأشخاص الذين تريد إسرائيل تصفيتهم منذ ما يُقارب عقدين من الزمن لكنها تفشل في ذلك. وتتهم إسرائيل الضيف بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية، في بداية العمل المسلّح لكتائب القسام. وكشفت مصادر مقربة من "حماس″، أن "وداد"، أنجبت بنتين للضيف، إلى جانب ابنها "علي"، الذي قتل معها. وسبق أن عملت باحثة ميدانية، في جمعية "النور"، المختصة في رعاية "الأسرى والشهداء". وولد زوجها "محمد الضيف"، عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة استقرت في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة. وبدأ "الضيف" نشاطه العسكري في أيام الانتفاضة الأولى، حيث انضم لصفوف "حماس″ في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقلته إسرائيل وقضى في سجنها سنة ونصف دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس. وانتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة "القسام" في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن، وأشرف على تأسيس كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس. وتتهم إسرائيل الضيف بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية في بداية العمل المسلّح لكتائب القسام. ويعزو جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" فشله في تصفية "الضيف" إلى شخصيته، وما يتمتع به من حذر، ودهاء، وحسن التفكير، والقدرة على التخفي عن الأنظار. ونجا الضيف من 3 محاولات اغتيال آخرها كان في 2006، والتي تسببت وفق ما تقول مصادر إسرائيلية، من خسارته لإحدى عينيه، وإصابته في الأطراف. وتتهم إسرائيل "الضيف" بأنه يقود، معركة التصدي للجيش الإسرائيلي الذي يشن عملية عسكرية جوية وبرية على قطاع غزة، منذ مساء يوم 7 يوليو/ تموز الماضي.