سدد أمس تنظيم «داعش» في اليمن ضربة جديدة للقوات الحكومية هي الثانية خلال تسعة أيام، إذ فجّر انتحاري حزاماً ناسفاً وسط تجمع للعشرات من طالبي التجنيد أثناء تسلم رواتبهم قرب معسكر الصولبان في منطقة العريش، أمام منزل قائد قوات الأمن الخاصة في عدن العميد ناصر سريع، ما أدى إلى مقتل 49 جندياً وإصابة أكثر من 70 آخرين. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم، وبث على شبكة الإنترنت صوراً لمنفذه الذي قال إنه يُدعى «أبو هاشم الردفاني»، فيما استدعى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية وأمر باعتماد رواتب لذوي القتلى وللجرحى من ضحايا الهجوم. وقال مصدر أمني في عدن ل «الحياة» إن هناك أكثر من عشرة آلاف مجند وعسكري من قوات الأمن الخاصة وإدارة الأمن والنجدة والمرور والإطفاء كانوا يتسلمون رواتبهم حيث يتم إخضاعهم إلى تفتيش دقيق. وأوضح: «أن بعضهم تجمع بالقرب من الطريق الإسفلتي الرابط بين منطقة غازي علون ومركز الإصدار الآلي، ومن ثم تسلل انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً وفجّر نفسه بينهم». وأفادت المصادر الرسمية بأن هادي حمّل «مسؤولي الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة مسؤولية أي تقصير أو خلل، باعتبارهم مسؤولين ميدانيين في إطار أجهزتهم وقطاعاتهم، ومعنيين باستقرار وتثبيت الأمن في شكل عام، وذلك بعد حوادث الاختراقات الإرهابية التي حصدت الكثير من الشباب الأبرياء». وكان أحد انتحاريي التنظيم فجر نفسه قبل تسعة أيام في تجمع مماثل للجنود، أمام بوابة معسكر الصولبان، كانوا يحتشدون لتسلّم رواتبهم وسط انتقادات للمسؤولين العسكريين والأمنيين الذين أخفقوا في تأمين تجمعات الجنود. وأكد رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر أن حكومته «ماضية في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه»، مشيراً إلى أن الهجوم الأخير «لن يثني الحكومة عن مواصلة حربها على الإرهاب والعناصر التخريبية». وقال بن دغر عقب الهجوم خلال اجتماع في القصر الرئاسي بعدن مع عدد من القيادات العسكرية الأمنية، «إن العناصر التخريبية تهدف من وراء عملياتها الإرهابية إلى النيل من أمن واستقرار المناطق المحررة من الانقلابيين، بعد أن شهدت عدن والمحافظات المحررة تحسناً أمنياً ملحوظاً». من جهة أخرى، قتل ضابط إيراني كبير وعدد من قيادات الانقلابيين، وأصيب مهندسان لبنانيان في استهداف طيران التحالف العربي موقع الخلية الهندسية للانقلابيين في جبهتي حرض وميدي. وعلى صعيد المعارك التي تخوضها القوات الحكومية ضد ميليشيات الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح، أفادت المصادر الرسمية بأن «وحدات الجيش تمكنت من تحرير جبل السنترال وتبة الشهداء المطلين على قيادة معسكر اللواء 101 مشاة بمنطقة البقع شمال شرقي صعدة بعد خوض معارك عنيفة أدت إلى قتل وجرح عشرات المتمردين».