برّرت بكين احتجازها مسباراً تابعاً للبحرية الأميركية، صادرته في بحر الصين الجنوبي، لكنها قبلت إعادته، متهمةً واشنطن ب «تضخيم» الأمر. في المقابل، اعتبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن على الولاياتالمتحدة أن تبلغ الصين إنها «لا تريد استعادة المسبار الذي سرقته». ووقع الحادث عندما كان الطاقم المدني في سفينة «يو أس أن أس باوديتش»، المتخصصة في علوم المحيطات، يستعيد «مسبارَين بحريَين» يجمعان عادة معلومات متعلقة بحرارة المياه ودرجة ملوحتها ونقائها، على مسافة 50 ميلاً بحرياً شمال غربي خليج سوبيك قبالة الفيليبين. وتوقّفت سفينة متخصصة بإنقاذ الغواصات الصينية من طراز «دالانغ-3»، على بعد 500 متر من السفينة الأميركية الخميس الماضي، وانتزعت أحد المسبارَين، فيما تمكّن الأميركيون من استعادة المسبار الثاني بسلام. وأكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن المسبار يعمل في شكل قانوني، مشيرة إلى انه مميّز بوضوح على أنه ملكية أميركية. وذكر ناطق باسم الوزارة أن الجهاز قيمته نحو 150 ألف دولار، ومصنوع من مكوّنات متوافرة في المحلات التجارية. وشدد على أهمية المعلومات التي يجمعها، إذ إن معرفتها ضرورية لاستخدام أجهزة السبر، وكذلك للغواصات لتتمكّن من كتم ضجيج تنقلاتها. وأعلنت وزارة الدفاع الصينية أن قارب نجاة تابعاً للبحرية الصينية رصد جهازاً «مجهولاً» في البحر الجنوبي، وزادت: «من أجل منع هذا الجهاز من تشكيل خطر على سلامة الملاحة للسفن العابرة، وللموظفين، انتهج قارب النجاة الصيني موقفاً مهنياً ومسؤولاً في التحقيق في شأن الجهاز، والتحقّق منه». وأشارت الوزارة إلى أن «الصين قررت إعادة (المسبار) إلى الأميركيين في شكل ملائم»، منتقدة «تضخيماً إعلامياً نفّذه الأميركيون، لم يكن ملائماً ولم يؤمّن مناخاً مناسباً لتسوية سريعة للمشكلة». ولفتت إلى أن الجيش الأميركي ينفّذ عمليات «استطلاع على علوّ منخفض (ويُعدّ) تقارير عسكرية»، وزادت: «ترفض الصين ذلك بقوة، وتطالب الولاياتالمتحدة بوقف هذه النشاطات. وستبقى الصين في حال تأهب تجاه هذه النشاطات، وستتخذ تدابير ضرورية للردّ عليها». وكان ناطق باسم «البنتاغون» قال إن واشنطن أبلغت بكين «اعتراضها على المصادرة الصينية غير القانونية لجهاز لأعماق البحار، يعمل في المياه الدولية في بحر الصين الجنوبي». وأضاف: «توصّلنا من خلال تواصل مباشر مع السلطات الصينية، إلى تفاهم بأن يعيد الصينيون الجهاز إلى الولاياتالمتحدة». لكن ترامب كتب على موقع «تويتر»: «علينا أن نقول للصين إننا لا نريد المسبار الذي سرقوه - ليحتفظوا به!»، وكان كتب على «تويتر» قبل ساعات: «الصين تسرق مسبار بحوث تابعاً للبحرية الأميركية من مياه دولية - انتشلته من البحر وأخذته إلى الصين، في عمل يُعتبر سابقة». أما السيناتور الجمهوري جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، فانتقد «استفزازاً مشيناً» يتطابق مع «موقف الصين المزعزع للاستقرار، عبر عسكرة بحر الصين الجنوبي». واعتبر أن على الولاياتالمتحدة ألاّ تقبل هذا «السلوك الكارثي»، منبّهاً إلى انه «سيستمرّ إلى أن نواجهه بردّ فعل أميركي صارم». ويأتي الحادث وسط توتر بين بكينوواشنطن، إذ تلقّى ترامب اتصالاً هاتفياً من رئيسة تايوان تساي إينغ وين، أغضب الصين، كما شكّك بسياسة «صين واحدة» التي تنتهجها الولاياتالمتحدة.