دعا الرئيس السوداني عمر البشير أمس، إلى تجاهل دعوات الاستجابة إلى عصيان مدني مقرر غداً في بلاده، موجهاً انتقادات لاذعة الى زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، الذي أرجأ عودته إلى الخرطوم حتى نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل. وأوصى البشير لدى مخاطبته حشداً جماهيرياً في منطقة المناقل في ولاية الجزيرة (وسط) في ثاني ايام زيارته إلى الولاية، المواطنين بعدم الاستجابة إلى دعوات العصيان المدني، قائلاً: «لا تسمعوا للناس المخذولين في الفنادق، وباعوا البلد بالدولارات، ويلعبون التنس ويحتفلون بعيد الميلاد»، في إشارة إلى الصادق المهدي الذي درج على الاحتفال سنوياً بعيد ميلاده، فضلاً عن نشره صوراً في القاهرة وهو يمارس رياضة كرة المضرب. ودعا إلى عدم السماح للمهدي بالحكم ثانية، مشدداً: «أهلنا قالوا ما تجربوا المجرب». وتعددت محاولات النظام في الخرطوم لإقناع رئيس حزب الأمة الصادق المهدي بالعودة إلى البلاد والانضمام إلى عملية الحوار من منفاه الاختياري في مصر، التي هاجر إليها منذ ما يزيد على سنتين. وأرجأ المهدي عودته للبلاد المعلنة غداً، وقال في بيان إنه قرر ذلك بعد مشاورات لم يفصح عنها، على أن يعود في 26 كانون الثاني، الذي يصادف ذكرى تحرير الخرطوم من الحكم التركي على يد جده محمد أحمد المهدي، معتبراً أنها فرصة تمثل طابعاً قومياً، وجدد تأييده للعصيان المعلن غداً، واعتبره حقاً مشروعاً للتعبير السلمي عن رفض الظلم، مضيفاً أن «العصاة هم الذين خرقوا دستوراً مؤسساً على المشاركة الحرة، وحنثوا بالقسم لحماية ذلك الدستور، وبطشوا بأصحاب الولاية القائمة والمشاركة الحرة». إلى ذلك، كشفت «الحركة الشعبية - الشمال» عن اتصالات تجريها مع دول أوروبية ونافذين في الاتحاد الأوروبي لإبلاغهم بالمشهد والأوضاع الجديدة التي تشهدها البلاد، وضرورة تبني المجتمع الدولي سياسية جديدة على ضوء تلك الحقائق، تقبل حق الشعب السوداني في التغيير، فضلاً عن الضغط على الحكومة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وقالت الحركة في رسالة حملت توقيع أمينها العام ياسر عرمان إنها «أجرت اتصالات منفصلة مع قيادات وتنظيمات مهنية وقوى داعية إلى العصيان، وشخصيات مستقلة ومجموعة من الشباب والمبدعين، فضلاً عن قادة تحالف «نداء السودان» من بينهم المهدي، والحزب الشيوعي إلى جانب رئيس قوى التغيير غازي صالح الدين ورئيس الجبهة الوطنية العريضة علي محمود حسنين». وأشار عرمان إلى أن «الاتصالات تناولت الوضع السياسي الراهن ودعم العصيان المعلن، لافتاً إلى «ضرورة التشاور لتحديد أيام العصيان»، مؤكداً ترحيبهم بعقد اجتماع عاجل يضم قوى «نداء السودان» وتحالف المعارضة للتحضير الدقيق وتنسيق العمل المشترك. في شأن آخر، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أول من أمس، قراراً يقضي بتمديد بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان «يونيمس» حتى 15 كانون الأول (ديسمبر)، مطالباً أطراف الصراع بوضع حد للاقتتال في البلاد التي مزقتها الحرب الأهلية، مفوضاً البعثة «باستخدام الوسائل الضرورية» لردع ومنع العنف الجنسي ضمن حدود طاقتها. وستقوم البعثة وفقاً للتفويض الجديد برصد وتحقيق وتقديم تقارير حول الحوادث الناتجة من خطاب الكراهية في البلاد. وإلى جانب وظائفها الأساسية ستحتفظ «يونيمس» بالحد الأقصى لسقف القوات البالغ 17.000 جندي بما في ذلك قوة الحماية الإقليمية وقوامها 4000 جندي و 2101 من أفراد الشرطة و78 موظفيين إصلاحيين. وأعرب مجلس الأمن خلال اجتماعه عن قلقه العميق إزاء الأزمة السياسية والاقتصادية والإنسانية التي تجتاح جنوب السودان الناجمة عن الصراع السياسي داخل الحزب الحاكم والعنف اللاحق بسبب القادة السياسيين والعسكريين، منوهاً إلى اعتزامه النظر في فرض عقوبات ضد القيادات التي تعمل على تقويض السلام والأمن في البلاد. وطالب المجلس قادة جنوب السودان بتنفيذ وقف النار الدائم الذي أُعلن في اتفاق السلام، معرباً عن قلقه البالغ إزاء عمليات العنف الجنسي في مناطق النزاع. وأضاف أن بعثة «يونيمس» ستلجأ إلى كل الوسائل الضرورية لمنع العنف الجسدي والعنف القائم على الجنس في حدود قدراتها ومناطق انتشارها، إلى جانب الرصد والتحقق وكتابة التقارير المتعلقة بالانتهاكات والاعتداءات المرتكبة ضد الأطفال والنساء».