أرجأ زعيم التمرد في جنوب السودان رياك مشار عودته التي كانت مرتقبة أمس، إلى العاصمة جوبا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2013 بموجب تطبيق اتفاق السلام المتعثر بين الطرفين، حتى اليوم الثلثاء لأسباب لوجستية. وأعلن الناطق باسم مشار في جوبا وليام حزقيال: «نحن ملتزمون باتفاق السلام لكن حصلت مشكلات لوجستية وسيأتي النائب الأول للرئيس رياك مشار غداً (الثلثاء)» إلى العاصمة. وأضاف: «نحن هنا لتطبيق كل اتفاق السلام. لقد فات بعض الاستحقاقات، لكن في النهاية سنطبقها». وكان من المرتقب أن يصل مشار إلى جوبا أمس، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في كانون الأول (ديسمبر) 2013 قادماً من قاعدته «باغاك» في شرق البلاد على الحدود مع أثيوبيا. في سياق متصل، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كل من الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه مشار خلال اتصالين هاتفيين على تشكيل حكومة انتقالية بسرعة وتنفيذ بنود أخرى من اتفاق سلام هش يهدف إلى إنهاء صراع امتد لأكثر من سنتين. إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريم ديسالين، أن الهجوم الذي شنه يوم الجمعة الماضي، مسلحون من قبيلة المورلي من جنوب السودان في جنوب غرب أثيوبيا، أسفر عن 208 قتلى على الأقل، فيما خُطف 102 طفل. وكانت وزارة الخارجية الأثيوبية أعلنت أول من أمس، أن هذا الهجوم الذي وقع قرب مدينة غامبيلا أسفر عن «حوالى 140 قتيلاً» وأدى إلى خطف أشخاص لم يُعرَف عددهم. على صعيد آخر، أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس، أن الجيش نفذ عمليات نوعية خلال الفترة الأخيرة أدت إلى تحقيق انتصارات حاسمة في ولايات دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأكد البشير في كلمته في افتتاح دورة جديدة للبرلمان أن القوات الحكومية استفادت من التقنية الحديثة في إدارة وتنفيذ وتخطيط العمليات لتحقق انتصارات حاسمة. وأكد البشير أن العمليات النوعية أدت إلى القضاء على حركات التمرد نهائياً في دارفور، حمايةً للمواطنين وممتلكاتهم، ما أدى إلى نشر الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد. وقال إنه أمر بنزع السلاح من أيدي الأفراد والمجموعات، وحصره بالقوات النظامية، لتعود البلاد آمنةً كما كانت. من جهة أخرى، بدأت قيادات المعارضة السودانية، بشقيها السياسي والمسلح بالتوافد إلى العاصمة الفرنسية باريس، تمهيداً لعقد اجتماع تحالف قوى «نداء السودان» لتقوية التحالف المعارض وتسوية خلافات بين فصائله. ويشارك في لقاء باريس، رئيس «الحركة الشعبية-الشمال» مالك عقار وأمينها العام ياسر عرمان، ورئيس «حركة العدل والمساواة» جبريل ابراهيم ورئيس «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي ورئيس تحالف قوى الإجماع فاروق أبوعيسى والسكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، ورئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي. ويأتي هذا الاجتماع بعد رفض عدد من القوى المشاركة فيه التوقيع على خريطة الطريق المقترحة من الوساطة الأفريقية والانخراط في الحوار الوطني قبل عقد مؤتمر تحضيري تشارك فيه بقية القوى المعارضة. إلى ذلك، لقي 14 شخصاً مصرعهم وأُصيب 9 آخرون إثر تجدد المواجهات بين مسلحين من قبيلتي الرزيقات والمعاليا في ولاية شرق دارفور، وسط مخاوف من تجدد النزاع الدامي بين القبيلتين. وصرح حاكم ولاية شرق دارفور العميد أنس عمر ل «الحياة»، بأن «المشكلة وقعت بسبب سرقة إبل تم العثور عليها في ما بعد والقبض على المتهمين»، مؤكداً أنه «ليس هناك أدنى صلة للحادث بما وقع سابقاً بين المعاليا والرزيقات». وأكد أنس إصابة قائد إحدى المجموعات المسلحة التي كانت وقعت اتفاق سلام مع الحكومة، الملقب ب «سافنا». وأُرسلت قوات أمنية لمنع تصاعد الأحداث. في تطور آخر، صادر جهاز الأمن أمس، صحيفة «الصيحة» السياسية اليومية، لليوم الثاني بعد اكتمال طباعتها، دون تقديم أسباب. وجرت مصادرة الصحيفة المملوكة لخال الرئيس السوداني، ووزير الدولة للإعلام السابق الطيب مصطفى ليومين متتاليين، وبعد مرور أقل من أسبوع واحد على مصادرة صحيفة «التغيير»، المملوكة لوزير الصحة في ولاية الخرطوم، مأمون حميدة، ليومين أيضاً. ودانت شبكة الصحافيين السودانيين، استمرار مصادرة الصحف ورصد الصحافيين من الأجهزة الأمنية. وجددت الشبكة في بيان رفضها مصادرة الصحف وقمع حرية التعبير في البلاد، ودعت جهاز الأمن للجوء إلى القضاء إذا تضرر من أي منشورات صحافية.