قد يستصعب البعض تحديد ما إذا كان الشخص الذي أمامهم يقول الحقيقة أم يكذب، إلا أن هذ الأمر لم يعد بالمعضلة الكبرى، إذ إن خبيرة الطب النفسي في جامعة هارفارد الأميركية إيمي كادي، بينت أنه يوجد بعض الإشارات والحركات غير اللفظية التي في إمكانها أن تكشف لنا الكثير في ما يخص مصداقية الكلام الذي نسمعه من الآخرين. وذكرت كادي في كتابها الذي أطلقت عليه اسم «برزنس»، أنه عندما يحاول أحدهم رواية واقعة كاذبة فهو يحاول أن يطمس بها حقيقة ما، ما يخلق نوعاً من التضارب الداخلي لديه، الذي يظهر على لغة جسده وملامحه التي تخالف ما يقوله، إضافة إلى معاناة معظم الناس من شعور داخلي بالذنب، وأضافت أن الإنسان بطبيعة الحال لا يمتلك القدرات العقلية الكافية للسيطرة على كل هذه الأحاسيس المتضاربة، من دون أن تظهر ثغرات في لغة جسده لتكشف كذبه. وأوضح بحث كادي أن هذه الثغرات عادة ما تظهر جلية في نبرة الصوت وحركات الجسد والوقفة وتعبيرات الوجه. وأوضحت كادي أن الناس، في غالبيتهم، يميلون إلى التركيز على ما يقوله الآخرون، وليس على لغة جسدهم، مشيرة إلى أن الإيقاع بالأشخاص الكاذبين من طريق مراقبة سلوكهم المناقض لحديثهم هو الأسهل، فعلى سبيل المثل، إذا كان الشخص يتكلم بنبرة صوت سعيدة لكنه لا يعبر عن ذلك باستخدام لغة الجسد، فهذا يعني أن هناك شيئاً ما غير صحيح في كلامه. وأضاف كادي أن نتائج تجربة أجرتها توافقت مع الدراسة التي نفذتها الباحثة في وظائف الإدراك نانسي إيتكوف، إذ كشفت أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في فهم لغة المتحدث يتمتعون بقدرة أكبر على كشف الكذب مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذه الاضطرابات، لأن عدم فهم اللغة يجعل الأشخاص يركزون على لغة الجسد أكثر، ما يساعدهم في الإيقاع بمن يطلقون الأكاذيب بسهولة.