شدد الرئيس السوداني عمر البشير على ضرورة تطبيع الحياة في منطقة جنوب كردفان الغنية بالنفط التي شملها اتفاق السلام، وإنهاء النزاع بين طرفي الاتفاق، وفتح المناطق التي كانت تعرف ب «المحررة»، في وقت جددت «الحركة الشعبية لتحرير السودان» رفضها تفاصيل نتائج التعداد السكاني التي أعلنت أمس واعتبرتها غير صالحة للانتخابات واقتسام السطة والثروة. وانتقل مجلس الوزراء امس إلى كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان الغنية بالنفط التي تتاخم دارفور وجنوب البلاد. وعقد جلسته الدورية هناك. ودعا البشير لدى مخاطبته لقاء جماهيرياً في المنطقة الى تقوية الشراكة بين حزبه «المؤتمر الوطني» وشركائه في «الحركة الشعبية» لاستكمال عملية السلام في الولاية التي يحكمانها. واعتبر «التنمية والسلام وجهان لعملة واحدة». وأمر بإنهاء ما يسمى ب «المناطق المقفولة» التي كانت تسيطر عليها «الحركة الشعبية» اثناء مرحلة الحرب ولا تزال تمنع التحرك فيها إلا بموافقتها. وتابع «ينبغي للسلام أن يكون حقيقياً يتلمسه الناس في حياتهم اليومية». وشدد على ضرورة المحافظة على الوحدة ونبذ التفرقة.إلى ذلك، أعلنت الحكومة السودانية أمس تفاصيل نتائج التعداد السكاني الذي أجري العام الماضي وتستند عليه البلاد في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل واقتسام السلطة والثروة.وأظهرت نتائج التعداد أن عدد السكان في البلاد يبلغ 39.15 مليون نسمة يعيش منهم 30.89 مليون شخص (79 في المئة) في شمال البلاد، بينما يعيش 8.26 مليون شخص (21 في المئة) في جنوبها. وعكست تفاصيل نتائج التعداد أن أكثر من 20 مليوناً من سكان البلاد من الذكور وأكثر من 19 مليوناً من الإناث، وتصدرت ولاية الخرطوم عدد السكان إذ بلغ عدد سكانها 5.7 مليون شخص، تليها ولاية جنوب دارفور (4.3 مليون شخص) وولاية الجزيرة (3.5 مليون شخص) وولاية شمال كردفان (2.9 مليون شخص).واتهمت «الحركة الشعبية» التي تحكم اقليمجنوب السودان الذي يتمتع بحكم ذاتي شركاءها في حزب المؤتمر الوطني بالتلاعب بالارقام وتسجيل عدد أقل من العدد الحقيقي للجنوبيين في الجنوبوالخرطوم، وطالبت بعدم استخدام نتائج التعداد في الانتخابات واقتسام السلطة و الثروة. وكانت حكومة الجنوب توقعت ان تكون تمثل نسبة سكان الجنوب ثلث العدد الإجمالي لسكان السودان، أي أكثر بكثير من الرقم الذي أعلن رسمياً أمس. ويعتقد الجنوبيون أن عددهم لا يقل عن 13 مليوناً، ويحظون حالياً بنحو 30 في المئة من مقاعد مجلس الوزراء والبرلمان.وقال نائب الأمين العام ل «الحركة الشعبية» ياسر عرمان إن احصاءات سابقة أظهرت أن الجنوبيين يمثلون ثلث اجمالي عدد سكان السودان وليس خمسهم كما بينت الارقام أمس. وقال إن هناك «قفزة حادة مريبة» في عدد سكان ولاية جنوب دارفور التي هي جزء من شمال السودان.