أوقفت الحكومة المصرية وقف بث قنوات فضائية سلفية «في شكل موقت» بسبب ما وصفته ب «مخالفتها شروط التراخيص» الممنوحة لها، بعد حملة في الإعلام الرسمي خلال الأسابيع الماضية ضد المضمون الذي تروّجه هذه القنوات. وقال رئيس الهيئة العامة للاستثمار أسامة صالح، في بيان، إنه تم وقف بث قنوات «الخليجية» و «الحافظ» و «الصحة والجمال» و «الناس» التابعة لشركة «البراهين» العالمية في شكل موقت، اعتباراً من الخميس المقبل، لمخالفتها شروط الترخيص الممنوح لها، رغم سابق إنذارها مرات عدة، على أن يستمر الايقاف لحين توفيق الشركة لأوضاعها وقيامها بإزالة أسباب المخالفة. غير أن البيان لم يوضح ماهية الشروط التي خالفتها هذه القنوات. وأوضح أن هذه القرارات جاءت نتيجة رصد بعض المخالفات لشروط التراخيص الممنوحة لهذه القنوات، مشيراً إلى أن مجلس ادارة المنطقة الحرة العامة الإعلامية أعد مراجعة للضوابط العامة... بهدف ضمان مزيد من الالتزام من جانب القنوات بميثاق الشرف الاعلامي ومبادئ العمل في المنطقة، مشيرا الى أن حرية الرأي والتعبير تنتهي حدودها عند التسبب في إحداث الضرر أو الأذى للمجتمع أو للمتلقي في شكل عام. وفي تلميح إلى أن سبب الوقف مرتبط بزيادة حدة الاحتقان الطائفي في مصر أخيراً بعد تبادل قيادات دينية إسلامية ومسيحية تصريحات في حق الطرف الآخر، ذكر البيان أن «حرية التعبير لا تعني تقديم مواد علمية تثير الفتن والكراهية أو تنشر ما هو غير صحيح علمياً أو فكرياً أو عقائدياً بين الناس وإنما الاستفادة من ارتفاع سقف الحريات لتحقيق ما فيه نفع الوطن وصالح المواطنين». واصدر مجلس إدارة «نايل سات» لاحقا بيانا اكد فيه أن قرار وقف ترخيص القنوات الخمس جاء بسبب خروجها عن الغرض المرخص لها. وأوضح ان «المجلس قرر توجيه إنذار للقنوات التي يقوم نايل سات ببثها والمخالفة للأغراض المرخص لها به، والقنوات التي تقوم بترويج الخرافات وما يطلق عليه العلاج بالطب النبوي والأعشاب وفك السحر والرقية وتقديم الفتاوى بالبرامج وعبر الهاتف من أشخاص غير مؤهلين، والترويج لدعاوى الفتنة والتطرف والحض على الكراهية بين الأديان، إضافةً إلى القنوات التي تحقق أرباحا هائلة من الإعلان عن مستحضرات طبية وأدوية وأساليب علاج مبتدعة وغير مرخص بها من وزارة الصحة المصرية». واشار الى ان ادارة «نايل سات» ستوجه إنذاراً للشركات التي تنطبق عليها التجاوزات. وكسبت هذه القنوات الدينية في الآونة الأخيرة شعبية متزايدة وهو ما قوبل بهجوم شديد من بعض المثقفين المصريين وحتى التلفزيون الرسمي وبعض شيوخ الأزهر الذين طالبوا بوقف من وصفوهم ب «شيوخ الفضائيات» عن الإفتاء. ورد بعض شيوخ السلفيين على هذا الهجوم باعتبار أن صدقيتهم هي سبب لجوء الناس إلى مشاهدتهم والاعتماد على فتاويهم.