حذّر مسؤولون في محافظة ديالى من تجدد أعمال العنف في المدينة بعد ترك عشرات المتطوعين في تنظيمات «الصحوات» أسلحتهم بسبب الاعتقالات التي تنفذها الأجهزة الأمنية في حقهم واستمرار استهدافهم من قبل المسلحين. وأكد مسؤول رفيع المستوى في «مجلس الصحوات» طلب عدم نشر اسمه أن «الايام الماضية شهدت موجة استقالات، فيما ترك آخرون واجباتهم في النقاط الأمنية خشية استهدافهم من مسلحي القاعدة، في ظل استمرار رفض القيادات الأمنية تزويدهم تراخيص استخدام السلاح للدفاع عن أنفسهم». وقال المسؤول ل «الحياة» إن «الإنجازات الأمنية التي تم تحقيقها بإسهام قوي من الصحوة انعكست للأسف سلباً على التنظيم بعد أن زجت المذكرات الكيدية بأكثر من 70 قيادياً ومتطوعاً في المعتقلات». ورأى أن «الاستقالات الجماعية في صفوف الصحوات تعتبر إنذاراً صريحاً للقيادات الأمنية، وعليها تدارك الأوضاع فوراً». وأعلن «مجلس صحوات ديالى» أن «أكثر من 150 متطوعاً علقوا نشاطاتهم وتخلوا عن العمل مع التنظيم». وأكد رئيس المجلس الشيخ حسام المجمعي ل «الحياة» أن «استمرار الاعتقالات ضد قيادات الصحوة ومتطوعيها يعتبر سبباً مضافاً إلى الاستهدافات القضائية والإرهابية التي يتعرض لها منتسبو التنظيم». ودعا إلى «الإسراع بتزويد عناصر التنظيم بالسلاح ومنحهم تراخيص لاستخدامها في الدفاع عن انفسهم». وكان مسؤولون في «الصحوات» اتهموا أطرافاً سياسية بالوقوف وراء استهدافهم وتعرضهم للاعتقال. وقال القيادي الميداني محمد ناصر الفلاحي إن «مساعي بعض الأطراف لإنهاء وجود الصحوة في ديالى أصبحت مكشوفة». وحذر من «كارثة أمنية في حال استمرت هذه الجهات في معاداة الصحوات واعتقال قياداتها». ويشن مسلحو «الصحوات» منذ العام 2007 هجمات على معاقل التنيظمات المسلحة الموالية ل «القاعدة» في المدينة. ويرى قادة «الصحوات» أن «قرار سحب تراخيص حمل الأسلحة من عناصر الصحوة حفز المسلحين على استهداف قيادات هذا التنظيم». وكان المجمعي نجا من محاولة اغتيال سابعة إثر تفجير عبوة ناسفة قرب منزله في نيسان (أبريل) الماضي. ويعتقد متطوعون أن بقاءهم في التنظيم الذي بدأ يشهد انهياراً في صفوفه أصبح مرهوناً بموقف القيادات الأمنية من شرعية وجود «الصحوات» ودمجهم في الأجهزة الأمنية الحكومية.