احتفل في مقر منظمة ال «يونيسكو» في باريس باليوم العالمي للغة العربية، في إطار برنامج دعم اللغة العربية الذي ترعاه مؤسسة الأمير سلطان الخيرية للعام الخامس على التوالي، تخلله توقيع اتفاق لإعادة تمويل البرنامج بمبلغ قدره خمسة ملايين دولار. وقال رئيس هيئة تنمية اللغة العربية المندوب السعودي الدائم زياد الدريس في كلمة ألقاها للمناسبة إن «هذا اليوم كان حلماً عام 2012 وما تحقق منه يعادل ضعف ما حلمت به في حينه». واستعرض الظروف التي أدت إلى إنشاء برنامج دعم اللغة العربية، مشيراً إلى أنه يعود إلى عام 2006 حين زار الأمير سلطان باريس واقترح إنشاء هذا البرنامج في إطار ال «يونيسكو» لدعم العربية التي كانت تعاني الضعف مقارنة باللغات الأخرى، و «كان لي شرف إنشاء البرنامج الذي موّله الأمير سلطان في حينه ب 3 ملايين دولار». وتابع: «في هذا الإطار أراد وضع ركيزة أساسية تمثلت باليوم العالمي للغة العربية، ووضع مسودة قرار يدعو إلى الاحتفال سنوياً باللغة العربية، وتم اعتماد القرار بإجماع الدول الأعضاء في اليونيسكو، وجرى الاحتفال الأول عام 2011، والآن باتت العربية تنافس بحضورها اللغات الأخرى». وعبّر عن قناعته بأن «المدخل لرفع اللغة العربية يكمن في استخدامها، لأن اللغات تموت بسبب عدم تغذيتها وتركها خاملة لا تتفاعل مع مستجدات الحياة وهو ما أوحى بالشعار الذي اعتمد لاحتفال هذا العام: تعزيز انتشار اللغة العربية». ورأت المديرة العامة ل «يونيسكو» إيرينا بوكوفا أن «هذا اليوم مميز» لدى المنظمة، لأنه مناسبة «لإلقاء الضوء على التعددية الثقافية للإنسانية»، مشيرة إلى أن «العربية عامل وحدة وتبادل وحوار». واستعرضت عدداً من الكلمات العربية التي تعبر عن واقع العالم اليوم باعتبار أن «الحوار الفعلي يقضي بمعرفة ثقافتنا وثقافة الآخرين». وألقى كلمة مؤسسة الأمير سلطان الخيرية صالح خليفي، فقال إن «بناء الإنسان كان أولوية قصوى عمل عليها الأمير الراحل، وحرص على أن تبني مؤسسته برامج متكاملة وأن تبرم اتفاقات مع جامعات ومراكز عالمية لترويج العربية». وأضاف أن الأمير الراحل «أبدى حرصاً فائقاً على دعم الإصدارات بالعربية وفي طليعتها الموسوعة العربية العالمية التي أصبحت مرجعاً منذ صدورها عام 1996، كما عمل على دعم المنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة من خلال تحمل تكاليف نشاطات ثقافية في العديد من دول العالم». ووقّع خليفي وبوكوفا عقد شراكة بين ال «يونيسكو» ومؤسسة الأمير سلطان بقيمة 5 ملايين دولار من أجل العمل على نشر أفضل للغة العربية.