مدريد، بادوكا (الولاياتالمتحدة) - أ ف ب، رويترز - أعلنت لجنة محلفين أميركية انها ستواصل مناقشاتها اليوم في شأن مصير جندي اميركي سابق يحاكم بتهمة الاغتصاب الجماعي وقتل فتاة عراقية وعائلتها، بعدما فشلت في التوصل الى اجماع أمس، فيما فتح قاض اسباني مجدداً تحقيقه في مقتل المصور الاسباني خوسيه كوسو الذي قتل بقذيفة اميركية في بغداد سنة 2003. وفي المرافعتين الختاميتين في الجلسة النهائية للمحلفين في كنتاكي، التي بدأت الاربعاء، وصف الجندي الأميركي السابق ستيفن ديل غرين بأنه «مجرم ومنحرف» ويستحق الاعدام، وبأنه «محارب محطم» ينبغي انقاذ حياته. وتقتصر خيارات المحلفين على الاعدام والسجن المؤبد بلا امكان كفالة، بعد ادانة غرين في 7 ايار (مايو) باغتصاب وقتل عبير الجنابي (14 عاماً)، وقتل والدتها ووالدها وشقيقتها التي تبلغ السادسة من العمر. وحكم على ثلاثة جنود آخرين بالسجن المؤبد في الجريمة التي ارتكبت في اذار (مارس) 2006 بسبب الثمالة على حاجز سير في المحمودية جنوب بغداد. وحوكم غرين، الذي اشير اليه على انه زعيم المجموعة، في محكمة مدنية بعد ان سرح من الجيش بسبب «اختلال نفسي» قبل انكشاف دوره في الجريمة. وقال مساعد المدعي العام الاميركي براين سكيرد امام المحلفين في مرافعته الختامية صباح الاربعاء «ضحايا هذه الجريمة يطالبون بالعدالة من قبورهم». واكد سكيرد ان الدفاع يعتمد «لعبة القاء اللوم»، مستدعيا الى جلسات الاستماع شهودا ادلوا بأقوال حول طفولة غرين الفوضوية والمهملة وحول سوء ادارة وحدته في العراق لتحويل المسؤولية عنه، مشيراً الى انهم «حاولوا جعل غرين الضحية في هذه القضية». واضاف ان غرين لم يكن يتصرف وفقا لغريزته عندما قتل عائلة الجنابي لكنه خطط للاغتصاب والقتل «بعقل مجرم ومنحرف» ثم احتفل عندما انتهى. ورفض سكيرد فكرة ان الضغوط التي تسببها الحرب وخسارة غرين زملاءه في الوحدة دفعته الى ارتكاب فعلته. وتابع «لو علم الضحايا ان موتهم يستخدم لتخفيف الذنب، لتقلبوا في قبورهم (...) لا شيء يبرر ما فعله لتلك العائلة». وكان محامي الدفاع سكوت وندلسدورف ذكر المحلفين بان غرين سعى الى الحصول على مساعدة لمعالجة الضغط الناتج عن المعارك قبل ثلاثة اشهر على قتله عائلة الجنابي، مرددا على مسمع احد ضباطه انه يريد قتل مدنيين عراقيين. واضاف ان غرين ما كان ليرتكب جرائمه لو اعفي من الخدمة عندما طلب المساعدة. وقال «ستيفن غرين مسؤول (عن الاغتصاب والقتل) لكن الولاياتالمتحدة الاميركية خذلت غرين كما خذلت الكثير من الجنود في العراق. وما كان ذلك مهماً لو لم تكن الولاياتالمتحدة نفسها من يسعى الى اعدام غرين». واشار المحامي الى ان موكله لم يتسبب بأي مشاكل جدية قبل هذه القضية، وحض المحلفين على التساؤل لماذا تحول غرين والجنود الاخرون المدانون فجأة الى مجرمين. واضاف «حصل شيء لهؤلاء الرجال غيرهم، دمرهم، وسحقهم فأدى الى هذه ال15 دقيقة من الجنون. لكن ان يدمره هذا الشيء، او ان يؤدي الى قتله، فهذا القرار بين ايديكم». وطالب لجنة المحلفين بالابقاء على حياة غرين. وقال «اميركا لا تقتل محاربيها المحطمين. لا تفعل. بربكم ابقوا على حياته». في غضون ذلك، أعاد قاضي التحقيق في المحكمة الوطنية في مدريد سنتياغو بدراث فتح تحقيق بمقتل المصور الاسباني خوسيه كوسو الذي قتل بقذيفة اميركية في بغداد سنة 2003 وذلك بملاحقة ثلاثة عسكريين اميركيين كانوا ملاحقين قبل الغاء التحقيق. ووجه القاضي التهمة الى السرجنت توماس غيبسن والكابتن فيليب وولفورد واللفتنانت كولونويل فيليب دي كامب، مسؤولي الدبابة التي اطلقت القذيفة على الفندق الذي كان فيه المصور الاسباني لقناة تيليثينكو في الثامن من نيسان (ابريل) 2003. وكانت المحكمة الوطنية الغت الملاحقات بحق هؤلاء الرجال في 13 ايار (مايو) 2008 معتبرة انها تقوم على «قرائن غير كافية» الامر الذي منع القاضي من مواصلة تحقيقه. ومن حينها اضاف القاضي الى الملف عناصر جديدة منها تقارير خبراء حول مقتل الصحافي وتصريحات جندية اميركية سابقة تفيد ان فندق فلسطين، حيث قتل الصحافي، استهدف كهدف عسكري، وتصريحات وزيري الخارجية والدفاع الاسبانيين سابقا كشهود. ومن بين التحركات الجديدة ان طلب القاضي من دون نجاح، انابة قضائية في العراق للقيام بإعادة تمثيل الوقائع في عين المكان. واعتبر القاضي في محضر توجيه الاتهام ان «ثمة قرائن معقولة تتيح اعتبار» ان العسكريين الثلاثة ارتكبوا مخالفات. وخلال مواجهات في بغداد اطلقت دبابة من طراز «ابرامز ام1» قذيفة على فندق فلسطين حيث كان مصور قناة تيليثينكو الاسباني في 8 نيسان 2003 فقتلت ايضا المصور الاوكراني الذي يعمل لحساب وكالة «رويترز» تاراس بروتسيوك.